منازل الطريق :
قال الطبرسي في «إعلام الورى» في تتمة خبر علي بن ابراهيم القمي : وخرج رسول الله من الغار وأخذ به ابن اريقط على طريق نخلة بين الجبال ، فلم يرجعوا الى الطريق (الأعظم) الا بقديد (١).
فنزلوا على أمّ معبد هناك (٢). وكانت امرأة برزة تحتبي وتجلس بفناء الخيمة ، فسألوا تمرا ولحما ليشتروه فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، واذا القوم مرملون ، وقالت : لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى. فنظر رسول الله في كسر خيمتها فقال : ما هذه الشاة يا أمّ معبد؟ قالت : شاة خلّفها الجهد عن الغنم. فقال : هل بها من لبن؟ قالت : هي أجهد من ذلك. قال : أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت : نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا رسول الله بها فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال : اللهم بارك في شاتها. فتفاجّت ودرّت! فدعا رسول الله باناء لها
__________________
الأمالي : ٣٠٠ والكراجكي في كنز الفوائد عن الخطيب الخوارزمي في مناقبه. واليعقوبي ٢ : ٣٩ ط بيروت. والآية في البقرة : ٢٠٧.
(١) قاله ابن اسحاق في سيرته وأضاف : ثمّ أجاز بهما فسلك بهما الخرّار ، ثمّ سلك بهما ثنيّة المرّة ، ثمّ سلك بهما لفتا أو لقفا ، ثمّ أجاز بهما مدلجة لقف ، ثم استبطن بهما مدلجة مجاح او محاج ، ثم سلك بهما مرجح مجاح ، ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين او العضوين ثمّ بطن وادي ذي كثر ، ثمّ أخذ بهما على الجداجد ثمّ على الأجرد ، ثمّ سلك بهما ذا سلم من بطن مدلجة تعهن ، ثمّ على العبابيد او العبابيب أو العيثانة ، ثمّ أجاز بهما الفاجّة أو القاحة ، ثمّ هبط بهما العرج ، ثمّ خرج بهما دليلهما من العرج فسلك بهما ثنيّة العائر او الغائر عن يمين ركوبة ، حتّى هبط بطن ريم ، ثمّ هبط بهما قباء على بني عمرو بن عوف لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين حين اشتدّ الضحى بل كادت الشمس أن تعتدل. ابن اسحاق في السيرة٢ : ١٣٦.
(٣) إعلام الورى : ٦٤.