نقله كذلك القطب الراوندي في «الخرائج والجرائح» قال : ولما خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله وهؤلاء أصبحوا من تلك الليلة الّتي خرجوا فيها في حيّ سراقة ابن جعشم ، فلمّا نظر سراقة الى رسول الله قال : أتّخذ يدا عند قريش ، وركب فرسه وقصد محمّدا. فقال أصحابه : لحق بنا هذا الشيطان! فقال : ان الله سيكفينا شره ، فلمّا قرب قال : اللهم خذه! فارتطم فرسه في الارض ، فصاح : يا محمّد خلّص فرسي ، لا سعيت في مكروه أبدا. وعلم أنّ ذلك بدعاء محمّد صلىاللهعليهوآله فقال : اللهم ان كان صادقا فخلّصه ، فوثب الفرس فقال : يا أبا القاسم ستمر برعائي وعبيدي ، فخذ سوطي ، فكل من تمرّ به فخذ ما شئت فقد حكّمتك في مالي. فقال : لا حاجة في مالك. قال : فسلني حاجة قال : ردّ عنا من يطلبنا من قريش. فانصرف سراقة فاستقبله جماعة من قريش في الطلب فقال لهم : انصرفوا عن هذا الطريق فلم يمر فيه أحد وأنا اكفيكم هذا ، وعليكم بطريق اليمن والطائف (١).
خروج علي عليهالسلام بالفواطم :
مرّ في الخبر عن أمالي الطوسي : أن علياً عليه السلام أمهل حتى اعتم في الليلة القابلة ، فانطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله في الغار ... ثمّ أمره أن يبتاع له وللفواطم ومن يهاجر معه من بني هاشم وقال : فإذا قضيت ما أمرتك فكن على اُهبة الهجرة ، ولقدوم كتابي عليك سر ولا تلبث ... إلى أن قال : ثمّ كتب رسول الله الى علي بن أبي طالب عليهالسلام كتابا يأمره فيه بالمسير إليه وقلّة التلوّم ، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي.
فلمّا أتاه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله تهيّأ للخروج والهجرة ، فآذن من كان
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ١٤٥.