نخل خاوية (١) تدمّر كلّ شيء بأمر ربّها فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم (٢). فأهلكهم الله جميعا إلّا هودا والذين آمنوا معه (٣) ولعلّه لهذا يسمّى عادا المهلكة بعاد الاولى ، والثانية هي الباقية منهم (٤).
ج ـ ثمود قوم صالح عليهالسلام :
وأمّا ثمود فهم قوم من العرب العاربة كانوا يسكنون وادي القرى بين المدينة والشام ، وهم من بشر ما قبل التأريخ أيضا لا يضبط التأريخ إلّا شيئا يسيرا من أخبارهم ، ولقد عفت الدهور آثارهم ، ولا اعتماد على ما يذكر من جزئيات قصصهم.
والذي يقصّه كتاب الله من أخبارهم هو : أنّهم كانوا أمّة من العرب يدلّ عليه اسم نبيّهم صالح عليهالسلام وهو منهم (٥) جاءوا بعد قوم عاد ، وكانت لهم حضارة ومدنية ، يعمرون الارض ويتّخذون من سهولها قصورا ويتّخذون من الجبال بيوتا آمنين (٦) ، ويفجّرون العيون ويحرثون ويغرسون جنّات النخيل (٧) ، وكان في مدينتهم شعوب وقبائل يتحكّم فيهم شيوخهم وسادتهم ، وفيهم تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون (٨) فلمّا أسرفوا في أمرهم أرسل الله إليهم صالحا النبي عليهالسلام ،
__________________
(١) الحاقّة : ٧.
(٢) الأحقاف : ٢٥.
(٣) هود : ٥٨.
(٤) النجم : ٥. بل الأولى أن يقال : ان الاُولى هنا بمعنى القديمة وليست الاُولى العددية.
(٥) هود : ٦١.
(٦) الأعراف : ٧٤.
(٧) الشعراء : ١٤٨.
(٨) النمل : ٤٨.