في الطائف ، وقيس عيلان في نجد ، وعبدالقيس في البحرين ، وبنو خيفة في اليمامة ، وضبّة وتميم في صحراء الدّهناء ، وبكر عشائر بكر في الشمال الشرق إلى البحرين ويمامة ، ومعهم تغلب ، وأسد في شمال نجد ، وكنانة وهذيل إلى مكة. وأهم عشائر قريش : هاشم واُمية ومخزوم وتيم وجمح وسهم وأسد ونوفل وزهرة وعدي.
أخلاق العرب قبل الإسلام :
ونعني بالأخلاق هنا تلك الآداب الاجتماعيّة التي كانت رائجة بينهم قبل الإسلام. وبصورة عامّة نستطيع أن نلخّص الخصال المحمودة العامة للعرب في بضعة سطور فنقول :
إنّ عرب الجاهليّة ـ ولا سيّما العرب المستعربة من نسل إسماعيل عليهالسلام ـ كانوا بالطبع أسخياء يكرمون من استضافهم ، ولا يخونون أماناتهم إلّا قليلا ، ويرون نقض العهد ذنبا لا يغتفر ، وكانوا صريحين في أقوالهم ، أقوياء في حفظهم ، أقوياء في فنون من الشعر والخطابة ، يضرب بهم المثل في شجاعتهم وجرأتهم ، مهرة في ركض الخيل والرمي ، يرون الفرار من الزحف عارا لا يغتسل.
وفي مقابل هذه الصفات كانوا قد تلوّثوا من مساوئ الأخلاق بما يذهب بكل كمال من هذه الخصال ولو لا أن تداركهم رحمة من ربّهم بأن بعث فيهم رسولا من انفسهم يزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة ، لما كنّا نعايش اليوم نسلا من عدنان ، بل كانوا قد التحقوا بالعرب البائدة ، وكانت تتجدّد قصّة اخرى عن هؤلاء البائدين.
إنّ شيوع الجهل والخرافات والفساد فيهم كان قد قرّب حياتهم من حياة الحيوانات ، بحيث ينقل لنا التأريخ قصصا متعددة عن حروب امتدّت خمسين سنة بل مائة ، ولم تبدأ إلّا على مواضع حقيرة لا يعبأ بها.