ويؤمن بالمؤمنين ، لأنّ وجود المؤمنين ليس أمرا مشكوكا حتّى يصدّق به وإنّما التصديق بأقوالهم ، فلا بدّ من تعديته باللام. وأمّا قوله : (يُؤْمِنُ بِاللهِ) فهو بمعنى يؤمن بوجوده ، فهو ملازم للإيمان بقوله.
فظهر اندفاع ما يقال : إنّ تعديتها في الآية بالباء يوجب أن لا يكون لها مناسبة بمورد النزول.
ووجه الاندفاع : أنّ التصديق به تصديق له أيضا بالملازمة ، فالمقام من باب ذكر الملازم لدلالته على ملازمه ، فافهم. وبالجملة فلا تغيير للسياق حتّى يدّعى كونه شاهدا بل أنّ مقتضى طبع الآية هو هذا ، لعين ما ذكرناه من التفاوت.
[الأخبار الدالّة على حجّية خبر الواحد]
بقي الكلام في الأخبار الدالّة على حجّية خبر الواحد ، وهي متواترة إجمالا على قبول خبر الواحد ، وهي طوائف أربعة :
الاولى : الأخبار الدالّة على التخيير بين الخبرين المتعارضين مطلقا (١) أو مع فقد المرجّحات المذكورة في الروايات ، ولا ريب أنّ مورد سؤال السائل فيها ليس هي الأخبار المقطوعة الصدور المتعارضة ، لاستحالة تعارض مقطوع الصدور عنهم عليهمالسلام بل ولا تعارض مقطوع الصدور مع غيره لعدم التعارض حينئذ ، إذ المقطوع الصدور لا يعارضه غيره ، بل المراد منها هو المشكوك الصدور ، فتدلّ حينئذ بالصراحة على حجّية أخبار الآحاد.
الثانية : الأخبار المرجعة للشيعة إلى أخبار بعض أصحاب الأئمّة مثل قولهم عليهمالسلام : «زكريّا ابن آدم مأمون على الدين والدنيا» (٢) ومثل قوله : «عليك بهذا الجالس»
__________________
(١) الوسائل ١٨ : ٨٧ ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤٠ ، ٤١ و ٤٤.
(٢) الوسائل ١٨ : ١٠٦ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٢٧.