والجواب :
أوّلا : أنّ هذه الأخبار قد ادّعي (١) تواترها ، وهو غير بعيد.
وثانيا : أنّا لا نريد إثبات حجّية الخبر الضعيف بها ، وإنّما نريد أن نحقّق موضوع البلوغ ، فليس البحث عن الحجّية حتّى تكون من المسائل الاصوليّة.
وثالثا : أنّ المسائل الاصوليّة بأسرها تثبت بأخبار الآحاد إلّا خبر الواحد للزوم الدور فيه بخصوصه ، وإلّا فالاستصحاب إنّما ثبتت حجّيته بأخبار الآحاد ، وخبر الواحد لا يثبت اصول العقائد لا اصول الفقه ، فافهم.
التنبيه الثاني (٢) في بيان امور :
الأوّل : أنّ أدلّة «من بلغ» بإطلاقها شاملة للبلوغ بنحو المطابقة أو الالتزام كما إذا نطقت الرواية الضعيفة باستحباب عمل ، فإنّه بضميمة الأدلّة الدالّة على الثواب على إتيان المستحبّ يبلغ الثواب.
الثاني : أنّ أخبار «من بلغ» بما أنّ موضوعها بلوغ الثواب على العمل فهي شاملة لما إذا كانت الرواية الضعيفة ناطقة بالوجوب ، فإنّ الواجب أيضا قد بلغ الثواب عليه ، ولا مخصّص لهذه الروايات بخصوص الثواب البالغ على خصوص المستحبّ ولذا ترى الفقهاء إذا عثروا على رواية ضعيفة تدلّ على وجوب شيء يقولون : لكنّها قاصرة من حيث السند فلا بأس بحملها على استحباب ذلك العمل. وهل تكون شاملة للإخبار بالكراهة أو الحرمة حيث يكون الخبر الدالّ عليهما ضعيفا؟ الظاهر عدم الشمول ، لأنّ هذه الأخبار ناطقة ببلوغ الثواب ، وليس في ترك المكروه إلّا ترك شيء في فعله حزازة وليس في الترك ثواب.
__________________
(١) لم نقف عليه.
(٢) كذا ، ولم يسبق ذكر للتنبيه الأول في هذا البحث.