قيل : هو عند بلوغ أربعين سنة (١) .
وعن الصادق عليهالسلام : « أشدّه ثماني عشر ، واستوى أي التحى » (٢)﴿آتَيْناهُ﴾ وأعطيناه ﴿حُكْماً﴾ ونبوّة ، أو حكمة ﴿وَعِلْماً﴾ بالدين ﴿وَكَذلِكَ﴾ الجزاء الجزيل الذي أعطيناه موسى على إحسانه في العمل ﴿نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.
روي عن الباقر عليهالسلام : « أن فرعون كان ينكر ما يتكلّم به موسى من التوحيد [ حتى هم به ] فخرج موسى من عنده » (٣) .
وعنه عليهالسلام قال : « كانت بنو إسرائيل تطلب وتسأل عنه عليهالسلام ، فعمّي عليهم خبره ، فبلغ فرعون أنّهم يطلبونه ويسألونه ، فأرسل إليهم ، وزاد عليهم في العذاب ، وفرّق بينهم ونهاهم عن الأخبار به والسؤال عنه ، فخرجت بنو إسرائيل ذات ليلة مقمرة إلى شيخ لهم عنده علم ، فقالوا : كنّا نستريح إلى الآحاديث ، فحتى متى نحن في هذا البلاء ؟ قال : إنّكم لا تزالون فيه حتى يحيي الله من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طوال جعد (٤) ، فبينا هم كذلك إذ أقبل موسى عليهالسلام على بغلة حتى وقف عليهم ، فرفع الشيخ رأسه فعرفه بالصفة ، فقال ما أسمك ؟ قال : موسى. قال : ابن من ؟ قال : عمران ؟ فوثب إليه الشيخ فأخذ بيده فقبّلها ، وثاروا إلى رجله فقبّلوها،فعرفهم وعرفوه واتّخذ شيعة » (٥).
وقيل : إنّه لمّا كبر كان يلبس الثياب الفاخرة ، ويركب المراكب الفارهة الخاصة لفرعون ، وكان يقال له موسى فرعون ، فركب فرعون يوما وموسى غائب ، فلمّا جاء موسى عليهالسلام سأل عن فرعون ، فقالوا : ذهب إلى موضع كذا ، فذهب في طلب فرعون (٦)﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ﴾ التي يقال لها مدين ، أو منف (٧) من أرض مصر ، وهي مدينة فرعون التي كان ينزلها ، وفيها كانت الأنهار تجري من تحت سريره ، وكانت في غربي النّيل على مسافة اثني عشر ميلا من مدينه فسطاط مصر المعروفة يومئذ بمصر القديمة ، ومنف أول مدينة عمّرت بأرض مصر بعد الطوفان ، أو المراد مدينة مصر ، وكان قصر فرعون على طرف منها.
وعن الرضا عليهالسلام : « هي مدينة من مدائن فرعون » (٨) .
__________________
(١) تفسير روح البيان ٦ : ٣٨٨.
(٢) معاني الأخبار : ٢٢٦ / ١ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٣.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١٣٧ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٣.
(٤) جعد الشعر : اجتمع وتقبضّ والتوى ، فهو جعد ، ووجه جعد : مستدير قليل اللحم.
(٥) كمال الدين : ١٤٩ / ١٣ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٣.
(٦) تفسير الرازي ٢٤ : ٢٣٣.
(٧) في النسخة : صنف ، وكذا التي بعدها ، تصحيف ، انظر معجم البلدان ٥ : ٢٤٧ ، وتفسير روح البيان ٦ : ٣٩٠.
(٨) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٩٨ / ١ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٣.