المستضعفون بعدي » فقيل للصادق عليهالسلام ما معنى ذلك يابن رسول الله ؟ قال : « معناه أنتم الأئمّة بعدي ، إن الله عزوجل يقول : ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾ » ثمّ قال : « فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة » (١) .
وفي رواية اخرى عنه عليهالسلام « هي لنا » أو « فينا » (٢) .
وفي رواية : نظر أبو جعفر إلى أبي عبد الله عليهالسلام يمشي فقال : « أترى هذا من الذين قال الله عزوجل : ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ » الآية (٣) .
﴿وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي
وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ
لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ * وَقالَتِ
امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ
رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ
جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٧) و (١١)﴾
ثمّ ذكر سبحانه أول منّته على موسى بقوله : ﴿وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى﴾ وقذفنا في قلبها ، أو أريناها في المنام ﴿أَنْ﴾ يا امّ موسى ﴿أَرْضِعِيهِ﴾ ما لم تخفي عليه الطّلب ﴿فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ الطلب بأن يحسّ به الجيران عند بكائه ﴿فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ﴾ والنّيل.
وقيل : يعني إذا خفت حفظه وعجزت عن تدبيره فسلّميه إلينا ودعيه في حفظنا (٤)﴿وَلا تَخافِي﴾ عليه ضيقا وشدّة ، ولا ضياعا ولا هلاكا ﴿وَلا تَحْزَنِي﴾ على فراقه ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ عن قريب بأحسن وجه وألطف تدبير ﴿وَجاعِلُوهُ﴾ مرسلا ﴿مِنَ الْمُرْسَلِينَ.﴾
عن ابن عباس : أنّ أمّ موسى لمّا تقارب ولادتها ، كانت قابلة من القوابل التي وكّلهن فرعون بالحبالى مصافية لامّ موسى ، فلمّا أحسّت بالطلق أرسلت إليها وقالت لها : قد نزل بي ما نزل ، ولينفعني اليوم حبّك إيّاي ، فجلست القابلة ، فلمّا وقع موسى على الأرض هالها نور بين عينيه ، فارتعدت مفاصلها ، ودخل حبّ موسى في قلبها ، فقالت : يا هذه ما جئتك إلا لقتل مولودك ، ولكنّي
__________________
(١) معاني الأخبار : ٧٩ / ١ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٠.
(٢) أمالي الصدوق : ٥٦٦ / ٧٦٩ ، تفسير الصافي ٤ : ٨١.
(٣) مجمع البيان ٧ : ٣٧٥ ، تفسير الصافي ٤ : ٨٠.
(٤) تفسير روح البيان ٦ : ٣٨٣.