فقال لنا رسول الله : الله أكبر ، والذي نفس محمد بيده قلتم كما قال قوم موسى لموسى : (... اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)(١) إنّها السنن ، لتركبنّ سنن من كان قبلكم (٢).
روى ابن اسحاق : أنّ رسول الله مرّ بامرأة مقتولة والناس مجتمعون عليها ، فقال : ما هذا؟ قالوا : امرأة قتلها خالد بن الوليد! فقال رسول الله لبعض من معه : أدرك خالدا فقل له : إنّ رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا (٣).
وتقدم إليه رجل ممّن معه فأخبره عن امرأة مقتولة وادّعى أنها أرادت قتله ، فأمر بدفنها (٤). وأسرع السير رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى أتاه رجل فقال : يا رسول الله ، قد تقطّعوا من ورائك! فنزل حتى آوى إليه الناس فنزلوا ، وصلّوا العصر. وجاءه فارس فقال له : يا رسول الله ، انّي انطلقت بين أيديكم على جبل كذا فاذا بهوازن في وادي حنين بنسائهم وظعنهم ونعمهم. فتبسّم رسول الله وقال : تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله! ثم قال رسول الله : ألا فارس يحرسنا الليلة؟ فقال انيس بن أبي مرثد الغنوي : أنا ذا يا رسول الله. فقال له : انطلق حتى
__________________
(١) الأعراف : ١٣٨.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٨٥ وفيها : عن أبي واقد الليثي : أنّ الحارث بن مالك قال .. بينما في مغازي الواقدي ٢ : ٨٩٠ : عن أبي واقد الليثي وهو الحارث .. وهو الصحيح. وفيه : أنّها سنن من كان قبلكم. بدون لتركبنّ. ورواه كذلك عن عكرمة عن ابن عباس. هذا وقد نقلنا في أوائل الكتاب ١ : ١١٧ عن الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ٢٦٦ عن مجاهد (عن ابن عباس ظ) أنّ الشجرة كانت لغطفان بوادي نخلة شرقي مكة إلى الطائف ، وكانت تسمى العزّى ، وكذلك في الأصنام للكلبي : ١٧ ومعجم البلدان مادة العزّى.
(٣) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٠٠ والعسيف : الشيخ الفاني ، والعبد. النهاية ٣ : ٩٦.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٩١٢.