مقدمة
الفرّاء
هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمىّ. وهذه النسبة إلى الدّيلم ، وهو إقليم فى البلاد الفارسية ، ويقال للجيل الذي يسكن هذا الإقليم أيضا ؛ ويذكر أن زيادا أباه حضر الحرب مع الحسين بن علىّ رضى الله عنهما ، وقطعت يده فى هذه الحرب. ومن ثمّ لقّب «الأقطع». ويقول ابن خلّكان : «وهذا فيه عندى نظر ، لأن الفرّاء عاش ثلاثا وستين سنة ، فتكون ولادته سنة أربع وأربعين ومائة ، وحرب الحسين كانت سنة إحدى وستين للهجرة ، فبين حرب الحسين وولادة الفرّاء أربع وثمانون سنة ، فكم قد عاش أبوه؟ فإن كان الأقطع جدّه فيمكن. والله أعلم».
ويظهر أن أسرته دخلت فى الإسلام لأوّل دخول الديلم والفرس فى الإسلام ، كما يدل عليه أسماء آبائه العربية. وهم موال لمنقر من تميم ، أو لأسلم من أسد ، على خلاف فى ذلك. ومما يذكر أنه ابن خالة محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة.
تلقيبه الفرّاء :
والفرّاء قد علمت أنه لقبه لا اسمه. والمعروف فى الفرّاء من يخيط الفراء أو يبيعها ؛ كما يتبادر من صيغة النسب ؛ كبزّاز وعطّار ، ولم يكن صاحبنا ولا أحد آبائه فى شىء من هذا. فقيل : إنه أطلق عليه لأنه كان يفرى الكلام ، أي يحسن