وقوله : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ) (١١٧)
وكاد تزيغ (١). [من] (٢) قال : (كادَ يَزِيغُ) جعل فى (كاد يزيغ) اسما (٣) مثل الذي فى قوله : (عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) (٤) وجعل (يزبغ) به ارتفعت القلوب مذكّرا ؛ كما قال الله تبارك وتعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها) (٥) و (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) (٦) ومن قال (تزيغ) جعل فعل القلوب مؤنّثا ؛ كما قال : (نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) (٧) وهو وجه الكلام ، ولم يقل (يطمئن) وكل فعل كان لجماع مذكر أو مؤنث فإن شئت أنّثت فعله إذا قدمته ، وإن شئت ذكّرته.
وقوله : (وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً) (١٢٠) يريد بالموطئ الأرض (وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً) فى ذهابهم ومجيئهم إلا كتب لهم.
وقوله : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) (١٢٢) لمّا عيّر المسلمون بتخلفهم عن غزوة تبوك جعل النبي صلىاللهعليهوسلم يبعث السريّة فينفرون جميعا ، فيبقى النبي صلىاللهعليهوسلم وحده ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) يعنى (٨) : جميعا ويتركوك وحدك.
ثم قال : (فَلَوْ لا نَفَرَ) معناه : فهلّا نفر (مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) ليتفقّه الباقون الذين تخلّفوا ويحفظوا على قومهم ما نزل على النبي صلىاللهعليهوسلم من القرآن.
__________________
(١) قراءة الياء لحفص وحمزة. وقراءة التاء للياقين.
(٢) زيادة خلت منها الأصول.
(٣) كأنه يريد : ضمير الشأن والحديث. وهذا تأويل البصريين.
(٤) آية ١١ سورة الحجرات.
(٥) آية ٣٧ سورة الحج.
(٦) آية ٥٢ سورة الأحزاب.
(٧) آية ١١٣ سورة المائدة.
(٨) كذا فى ش ، ج. وفى ا : «يريد».