ومسكن ، والأنبار ، وسعد بن مسعود الثقفي على استان الزّوابي وهي نهران فوق بغداد ونهران تحتها (١) ، ثمّ خلف هذا بعد قرظة على المدائن ، وأمر على أهل السواد من الدهاقين الفرس أمراءهم (٢). وأقر على قضاء الكوفة شريح بن الحارث الكندي (٣).
وكان الأشعث بن قيس الكندي أعور قد تزوّج اختا لأبي بكر عوراء (٤) ، وزوّج ابنته لعمرو بن عثمان بن عفّان ، وحضر عمرو في الجمل بالبصرة واخذ أسيرا وبايع الإمام عليهالسلام فعفى عنه فعاد إلى بلاده المدينة. وكان عثمان قد نصب الأشعث على آذربايجان فبقي عليها حتى انصرف الإمام إلى الكوفة ، فندب زياد بن مرحب الهمداني وكتب معه إلى الأشعث :
«... إنه كان من بيعة الناس إيّاي ما قد بلغك ، وكان طلحة والزبير ممن بايعاني ثم نقضا بيعتي على غير حدث منّي ، وأخرجا أمّ المؤمنين وسارا إلى البصرة. فسرت إليهما فالتقينا ، فدعوتهم إلى أن يرجعوا في ما خرجوا منه فأبوا ...
وإنّ عملك ليس لك بطعمة ولكنه في عنقك أمانة ، وفي يديك مال من مال الله وأنت من خزّان الله عليه حتى تسلّمه إليّ ، ولعلّي أن لا أكون شرّ ولاتك لك إن استقمت ، ولا قوة إلّا بالله» (٥).
فلما قدم زياد بالكتاب على الأشعث وقرئ على الناس في جامعهم قام الأشعث فقال :
__________________
(١) وقعة صفين : ١٣.
(٢) وقعة صفّين : ١٥ وذكر قبله خبرا عن حشرهم إليه إلى الكوفة.
(٣) تاريخ خليفة : ١٢١ وإن كان هو ممّن حثّ لإغاثة عثمان ـ الطبري ٤ : ٣٥٢.
(٤) قاموس الرجال ٢ : ١٥٥.
(٥) وقعة صفّين : ٢٠ ، وفي نهج البلاغة ك ٥ ، ومصادره في المعجم المفهرس : ١٣٩٤.