فركب عمرو وابناه ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة ، وأبو الأعور السّلمي وحوشب.
وسار معي ذو الكلاع حتّى انتهيت إلى أصحابي ، فذهبت إلى عمّار فوجدته قاعدا مع أصحاب له منهم عبد الله بن العباس والأشتر وهاشم المرقال الزهريّ وابنا بديل الخزاعي ، وجارية بن المثنى ، وخالد بن المعمّر ، وعبد الله بن حجل ، اثنا عشر رجلا. فقصصت على عمّار القصة وقلت له عن عمرو بن العاص : أنه يريد أن يلقاك. فقال عمّار لأصحابه : اركبوا فركبوا ، وبعثوا إليهم عوف بن بشر العبدي لينادي ابن العاص ، فذهب فناداه فقالوا له : هو هاهنا. فأخبره بمكان عمّار وأصحابه ... فقال عمرو لأصحابه : فأيّكم يسير إليه؟ فسار إليه أبو الأعور السّلمي ... إلى أن قال له :
ويحك أدع أصحابك حتّى يقفوا فإذا علمت كم هم جئت من أصحابي بعددهم ، فإن شاء أصحابك فليقلّوا وإن شاءوا فليكثروا. فسار عوف بن بشر (في مائة من فرسان خيله) وسار أبو الأعور أيضا في مائة فارس حتى إذا كانوا في منتصف الصفوف وقفوا ، وسار أبو الأعور بعمرو العاص في عشرة منهم ، ورجع خيله ، وسار عمّار في اثني عشر فارسا ، ورجع عوف بن بشر بخيله. ونزل عمرو والذين معه ، ونزل عمّار والذين معه واحتبوا بحمائل سيوفهم.
فتشهّد عمرو بن العاص ... وقال لعمّار : يا أبا ليقظان ؛ إنما جئت لأنّي رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم ، اذكّرك الله إلّا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم ، وحرّضت على ذلك ، فعلام تقاتلنا؟! أو لسنا نعبد إلها واحدا ، ونصلّي إلى قبلتكم وندعو دعوتكم ونقرأ كتابكم ونؤمن برسولكم؟!
فقال عمّار : الحمد لله الذي أخرجها من فيك أنها لي ولأصحابي الدين والكتاب والقبلة وعبادة الرحمن والنبيّ صلىاللهعليهوآله ، دون أصحابك ، وجعلك ضالا مضلا