نحن أهل بيت الرحمة ، وقولنا الصدق ، ومن فعالنا القصد ، ومنّا خاتم النبيّين وفينا قادة الإسلام ، ومنّا قرّاء الكتاب. ندعوكم إلى الله ورسوله ، وإلى جهاد عدوّه والشدّة في أمره ، وابتغاء رضوانه ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان ، وتوفير الفيء لأهله.
ألا وإن من أعجب العجائب : أنّ معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص السّهمي أصبحا يحرّضان الناس على طلب الدين بزعمهما! وقد علمتم أني لم اخالف رسول الله صلىاللهعليهوآله قطّ ولم أعصه قطّ ، أقيه بنفسي في المواطن التي ينكص فيها الأبطال ، وترعد فيها الفرائص! نجدة أكرمني الله بها فله الحمد.
ولقد قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وإنّ رأسه لفي حجري ، ولقد وليت غسله بيدي وحدي ، تقلّبه الملائكة المقرّبون معي.
وايم الله ما اختلفت أمّة قطّ بعد نبيّها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقّها ، إلّا ما شاء الله».
فتفرق الناس وقد نفذت بصائرهم في قتال عدوّهم (١).
وكان معه عليهالسلام في صفّين من أهل بدر سبعون رجلا ، وممّن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان سبعمائة رجل ، ومن سائر الأنصار والمهاجرين أربعمائة رجل ، ولم يكن مع معاوية من الأنصار إلّا النعمان بن بشير ، ومسلمة بن مخلّد (٢) أو كان من أهل البيعة ثمانمائة مع عمّار بن ياسر (٣).
__________________
(١) وقعة صفين : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، ونهج البلاغة خ ١٩٧ بنقيصة في الأخير وزيادة فيما قبله.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٨ ، ولابن أبي رافع كتاب في تسمية من قتل مع علي عليهالسلام من الصحابة في الجمل وصفّين ، وجمعه ونشره الشيخ قوام الدين القمي الوشنوي.
(٣) تاريخ خليفة : ١١٨.