من محمد بن عبد الله ، فاكتب : محمد بن عبد الله» (١) فغضبت فقلت : بلى والله إنه لرسول الله وإن رغم أنفك! فقال رسول الله : اكتب ما يأمرك ، وإن لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد (٢) فاليوم أكتبها إلى أبنائهم كما كتبها رسول الله إلى آبائهم ، سنّة ومثلا!
فقال عمرو بن العاص : سبحان الله! ومثل هذا؟ شبّهتنا بالكفّار ونحن مؤمنون؟!
فقال له علي عليهالسلام : يا ابن النابغة! ومتى لم تكن للكافرين وليا وللمسلمين عدوّا؟! وهل تشبه إلّا امك التي وضعت بك!
فغضب عمرو فقام وقال : والله لا يجمع بيني وبينك بعد هذا اليوم مجلس أبدا!
فقال علي عليهالسلام : والله إني لأرجو أن يظهر الله عليك وعلى أصحابك (٣).
فلما اعيد الكتاب إليه أمر بمحوه (٤) فسئل : أتقرّ أنهم مسلمون مؤمنون؟
فقال علي عليهالسلام : ما أقرّ لمعاوية ولا لأصحابه أنهم مؤمنون ولا مسلمون! ولكن ليكتب معاوية ويقرّ لنفسه ولأصحابه بما شاء ، ويسمّي نفسه وأصحابه ما شاء! فكتب الكتاب كاتب معاوية.
__________________
(١) وقعة صفين : ٥٠٨ ، ونحوه في تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨٩.
(٢) وقعة صفين : ٥٠٩ بروايتين والاضطهاد في أنساب الأشراف ٢ : ٣٣٧ ومختصر الخبر في تاريخ ابن الوردي ١ : ١٥٢. وعن الماوردي في أعلام النبوة ومسند أحمد في مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٣) أمالي الطوسي : ١٨٧ ، الحديث ٣١٥ عن أبي مخنف ، ووقعة صفين : ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، وتاريخ ابن الوردي ١ : ١٥٢.
(٤) وقعة صفين : ٥٠٨.