ألا إنّ القوم قد اجتمعوا وتناشبوا وتناصحوا ، وأنتم قد ونيتم وتغاششتم وافترقتم!
إن أتممتم أنتم على ذي فما أنتم عندي سعداء ، فأنبهوا نائمكم واجتمعوا على حقّكم ، وتجرّدوا لحرب عدوّكم. قد بدت الرغوة عن الصريح ، وقد بيّن الصبح لذي عينين ، إنّما تقاتلون الطلقاء ، وأبناء الطلقاء ، واولي الجفاء ومن أسلم كرها ، وكان لرسول الله صلىاللهعليهوآله أنف الإسلام (صدره) كلّه حربا ، أعداء الله والسنّة والقرآن ، وأهل البدع والأحداث ، ومن كانت بوائقه تتّقى ، وكان على الإسلام وأهله مخوفا ، وأكلة الرشا ، وعبدة الدنيا.
ولقد أنهي إليّ أنّ ابن النابغة (ابن العاص) لم يبايع (لمعاوية) حتّى أعطاه ثمنا وشرط أن يؤتيه إتاوة هي أعظم ممّا في يده من سلطانه (وهي مصر) ألا صفرت يد هذا البائع دينه بالدنيا (ابن العاص) وخزيت أمانة هذا المشتري نصرة فاسق غادر (ابن العاص) بأموال المسلمين.
وإنّ فيهم لمن قد شرب الخمر فيكم (في الكوفة) وجلد الحدّ في الإسلام (بالمدينة) يعرف بالفساد في الدين والفعل السيّئ (الوليد بن عقبة).
وإنّ منهم لمن لم يسلم حتّى رضخ له على الإسلام رضيخة (عطيّة المؤلّفة قلوبهم) فهؤلاء قادة القوم!
ومن تركت ذكر مساويه من قادتهم مثل من ذكرت منهم ، بل هو شرّ منهم.
وهؤلاء الذين ذكرت لو ولّوا عليكم لا ظهروا فيكم الكبر والفساد والفجور ، والتسلّط بالجبريّة ، والفساد في الأرض ، واتبعوا الهوى ، وحكموا بغير الحقّ.
ولأنتم ـ على ما كان فيكم من تواكل وتخاذل ـ خير منهم وأهدى سبيلا : ففيكم العلماء والفقهاء والنجباء والحكماء ، وحملة الكتاب ، والمتهجّدون بالأسحار ،