وكان عبد الله بن العباس قد وفد على معاوية وبلغه الخبر ، فبلغني أنه دخل على معاوية عصرا ، فقال له معاوية : يا ابن عباس ، علمت أن الحسن توفّي! قال : فكبّرت لذلك؟! قال : نعم! أما والله ما موته بالذي ينسئ في أجلك! ولا حفرته بسادّة حفرتك! ولئن اصبنا به فقد اصبنا قبله بسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول ربّ العالمين ، ثمّ بعده بسيّد «الأوصياء» فجبر الله تلك المصيبة ، ورفع تلك العثرة (١)!
ولعلّه كان الفضل بن العباس ، وقد نقل الخوارزمي عنه مرثية للحسن عليهالسلام قال :
أصبح اليوم ابن هند شامتا |
|
ظاهر النخوة إذ مات الحسن |
رحمة الله عليه ، إنّه |
|
طالما أشجى ابن هند وأرنّ |
استراح اليوم منه بعده |
|
إذ ثوى رهنا لأحداث الزمن |
فارتع اليوم ابن هند آمنا |
|
انما يقمص بالعير السمن |
لست بالباقي فلا تشمت به |
|
كل حي بالمنايا مرتهن |
يا ابن هند إن تذق كأس الردى |
|
تك في الدهر كشيء لم تكن (٢) |
__________________
ـ معاوية ما لا يجوز. وصدره في كفاية الطالب : ٤١٤ ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير ، الحديث ١٠٩٩.
(١) مروج الذهب ٢ : ٤٢٩ و ٤٣٠ ، وليس في الطبري المنشور. وبعده نقل عن نسخة أخرى عن الطبري : أن ذلك التكبير كان لبشارته بانقياد الحسن للصلح! ولذكره عن النبيّ : أن ابني هذا سيد أهل الجنة! وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين! فالحمد لله الذي جعل فئتي إحدى الفئتين! وهي كما ترى محاولة فاشلة ، إذ لم يكن معاوية يومئذ في قصوره الخضراء بدمشق! ونقله المسعودي ولم يعلق عليه بشيء! ولعلّه لبداهة بلاهته وبطلانه ، والحديث كما ترى من موضوعات معاوية تضليلا.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٩ ، ومقتل الخوارزمي ١ : ١٤١.