فإذا كان في مخالطة الاُمراء بحيث لبس لباس الجند، وفي الحديث يدلّس، وأئمّة الحديث تتّهمه ولا تقبل مراسيله، فمثله لا يقاس بعالم آل محمّد.
وكأنّ ابن حجر رأى كلام ابن تيميّة حتّى قال : إلاّ على منطمس البصيرة، أو فاسد الطويّة والسريرة (١) .
فإنّ أحداً من علماء الإسلام لم ينكر فضل علم الباقر وتفرّده بهذا الوصف إلاّ ابن تيميّة، فإنّه أنكر أن يكون الباقر أفضل من الزهري، بل نقل مايعطي الإجماع على إنّ الزهري أعلم من الباقر، والزهري من أقرانه وهو عندالناس أعلم منه (٢) .
وهذا كذب ظاهر وافتراء صريح على الناس، ما فاه مسلم من علماء السنّة والجماعة بأنّ الزهري أعلم من الباقر، وإنّما هذا من افتراء ابن تيميّة، فإنّ العلماء شهدوا عليه بأنّ له ملكة في شدّة الكذب والافتراء كما صرّح بذلك ابن حجر في الفتاوي الحديثيّة (٣) .
وأمّا تكذيب حديث تبليغ جابر للباقر السلام فقد عرفت كثرة طرقه واستفاضة روايته في الفصل المتقدّم وفي المقام. (٤)
حديث تسميته عليهالسلام بالباقر :
وأمّا حديث تسميّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له بالباقر، فقد روى جماعة من العلماء المشهود بمحدِّثيّتهم وحفظهم ما يدلّ على ذلك :
____________________
(١) الصواعق المحرقة ٢ : ٥٨٥.
(٢) راجع الصفحة : ٣٤٦.
(٣) الفتاوى الحديثيّة : ٨٥ - ٨٦.
(٤) راجع الصفحة : ٣٤٤ - ٣٤٦.