لقوله تعالى : (وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(١) فالظنّ لا يكون طريقاً إليه فلا(٢) يؤخذ بالدليل المظنون ، وأمّا الحكم المظنون فالظنّ فيه ليس بحجّة فيه على الأصل ، فإن قام دليل على حجّيته من طريق مقطوع به فذاك وإلاّ فلا.
الآية الرابعة : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)(٣) والمراد اجتنبوا الظنّ اجتناباً كثيراً وإلاّ لم يتمّ(٤) التعليل.
الآية الخامسة : قوله تعالى : (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْم إلاّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ)(٥) وقوله تعالى : (إنْ يَتَّبِعُونَ إلاّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إلاّ يَخْرُصُونَ)(٦) إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على عدم حجّية الظنّ في الأصول والفروع(٧) ، خرج ظنّ المجتهد بالدليل دون غيره.
الآية السادسة : قوله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة النجم : ٢٨.
(٢) في (ح) : (مالا).
(٣) سورة الحجرات : ١٢.
(٤) في (ح) : (يصح).
(٥) سورة النساء ٤: ١٥٧.
(٦) سورة الأنعام : ١١٦.
(٧) في (ص) : (أصول وفروع).