أمّا النوع الأوّل : فإنّ الشيخ الطوسي يأتي برأي الطبري في كثير من الموارد إلى جانب سائر الأقوال بشكل عادي ومتعارف عار عن الحَكَميّة فيه ؛ فمثلا ذكر في قوله تبارك وتعالى (أَوْ ضَعِيْفَاً)(١) : «قال مجاهد والشعبي : هو الأحمق. وقال الطبري : هو العاجز عن الإملاء بالعيّ أو بالخرس(٢) ، أو في عقب قوله تعالى : (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض)(٣) ذكر : «وقال الطبري : (بَعْضُكُمْ) يعني الذين يذكرونني (قِيَامَاً وَقُعُوْدَاً وَعَلَى جُنُوْبِهِمْ) من بعض في النصرة ، والملّة ، والدين ، وحكم جميعكم فيما أفعل بكم حكم أحدكم في (أَنِّي لاَ أُضِيْعَ عَمَلَ عَامِل) ذكر منكم ولا أنثى»(٤).
وأمّا في النوع الثاني : فإنّ الشيخ الطوسي يؤيّد رأيّ الطبري حتّى يعدّه الرأي المختار ، وقد استفاد الشيخ الطوسي في تأييد آراء الطبري من تعابير مثل : «هو جيّد مليح»(٥) ، «وهو المعتمد عليه في تأويل الآية»(٦) «وهوالصحيح وبه قال جميع الفقهاء»(٧) ، «والصحيح عندنا هو الأوّل ، وهو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة البقرة : ٢٨٣.
(٢) التبيان ٢ / ٣٧٢.
(٣) سورة آل عمران : ١٩٥.
(٤) التبيان ٣ / ٩٠.
(٥) التبيان ٣ / ١٧٢.
(٦) التبيان ٣ / ١٣٢.
(٧) التبيان ٢ / ٣٧٦.