يبدو منه أنّه كان يجعل رأيه في قبال رأي الطبري ففي مثل هذه الموارد يستفيد الشيخ الطوسي من تعابير مثل «وهذا باطلٌ لأنّ ...»(١) ، «وهذا ليس بصحيح ، لأنّه ...»(٢) ، «وقال الطبري القراءة بتقديم المفعولين لا تجوز ، وهذا خطأ ظاهر ، لأنّ ...»(٣) ، «وطعن الطبري على هذا الوجه ... وهذا الذي ذكره ليس بشيء لأنّ ...»(٤) ، «وهذا يبطل ما قاله»(٥) ؛ «والبيت الذي أنشدناه ، يفسد ما قاله»(٦) ، «وليس الأمر على ما ظنّ»(٧).
وأمّا بالنسبة إلى منهجيّة الشيخ الطوسي فإنّنا قلّما نعثر على صفحة من صفحات تفسير التبيان لم ترد فيها رواية تفسيرية للصحابة والتابعين ، مفصّلة كانت أو مختصرة ، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ أهمّ مصدر اعتمده الشيخ الطوسي في هذا المجال هو تفسير الطبري(٨) ، إنّ هذه المنهجية في المدرسة التفسيرية عند الشيخ الطوسي قد استمرّت من بعده عند المفسّرين مثل الطبرسي (ت ٥٤٨هـ) في مجمع البيان ، أبو الفتوح الرازي (ت القرن السادس الهجري) في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التبيان ٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥.
(٢) التبيان ٢ / ٥٢٧ ، ٢ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩.
(٣) التبيان ٣ / ٨٨.
(٤) التبيان ١ / ٤١٦ ـ ٤١٧ ؛ ٣ / ٣٨٧.
(٥) التبيان ١ / ١٣٨.
(٦) التبيان ١ / ٤٠٠.
(٧) التبيان ١ / ٤٨٩.
(٨) يبدو أنّ الشيخ الطوسي لم يكن مطّلعاً على (تفسير القرآن العظيم) لابن أبي حاتم ولا على (تفسير ابن منذر) ، أو أنّ كلا التفسيرين لم يتوفّران لديه.