٢. كشفه عن وجود الدليل المعتبر
إنّ اتّفاق العلماء يكشف عن وجود دليل معتبر وصل إليهم ولم يصل إلينا ، وهذا هو الذي اعتمد عليه صاحب الفصول وقال : يُستكشف قول المعصوم أو عن دليل معتبر ، باتّفاق علمائنا الذين كان ديدنهم الانقطاع إلى الأئمّة في الأحكام وطريقتهم التحرّز عن القول بالرأي والاستحسان.
واعتمد عليه المحقّق النائيني وعدّه من أحسن الوجوه.
وأورد عليه السيد المحقّق الخوئي : انّه يحتمل أن يعتمدوا على قاعدة باطلة أو أصل مردود. (١)
يلاحظ عليه : أنّ دراسة تاريخ الفقه إلى عصر الشيخ يعرب عن أنّ الفقهاء كانوا لا يصدرون إلا عن الروايات والنصوص لا على القواعد ، وهذا ظاهر لمن راجعَ الفقه الرضوي ، وهو إمّا نفس كتاب التكليف للشلمغاني ، أو رسالة علي بن بابويه إلى ابنه الصدوق ، أو راجعَ كتابي المقنع والهداية للصدوق ، والمقنعة للشيخ المفيد ، والنهاية للطوسي ، وهذه الكتب كلّها فقه منصوص مقابل الفقه المستنبط ، نعم لا يمكن الاعتماد على انتصار المرتضى وناصرياته ، ولا على كتاب الإيضاح للفضل بن شاذان المتوفّى عام ٢٦٠ هـ لاعتمادهما على الأُصول والقواعد ، ولا على كتاب المبسوط للشيخ الطوسي ، لأنّ أكثرها فقه مستنبط ، استخرجه الشيخ من القواعد.
نعم يرد على هذا الوجه ما ذكره السيد الأُستاذ : من أنّه من البعيد أن يقف الكليني والصدوق والمفيد والشيخ ومن بعدهما على رواية متقنة دالّة على المقصود ، وأفتوا بمضمونه ، ومع ذلك لا يذكرونه في جوامعهم. (٢)
__________________
١. سيوافيك تفصيله عند البحث عن الشهرة الفتوائية فانتظر.
٢. تهذيب الأُصول : : ٢ / ١٠٠.