وقف على أقوال محدودة فزعم اتّفاق الباقين معهم عن حدس.
٥. إذا كان نقل السبب فضلاً عن المسبب عن حدس ، كما إذا استكشف رأيهم من اتّفاقهم على قاعدة ، يكون المورد من مصاديقه ، وسيوافيك مثاله عند دراسة الإجماعات المنقولة في الكتب الفقهية ، هذه هي الصور المتصورة في المقام ، ولا طريق إلى استكشاف واحدة منها إلا لفظ الناقل ، فتارة يكون صريحاً فيها وأُخرى ظاهراً وثالثة مجملاً.
الموضع الثاني : في بيان ما هو الحجّة منه
إذا عرفت اختلاف ألفاظ الناقلين للإجماع في مقام الحكاية ، فقبل بيان أحكام الصور يجب التنبيه على أمر وهو : انّه لا إشكال في حجّية القسم الأوّل ، كما سيأتي إنّما الكلام في حجّية القسم الثاني ، حيث ينقل المسبب عن حدس ، فهل تشمله الأدلّة؟
إنّ الدليل الوحيد على حجّية الخبر الواحد هو بناء العقلاء ، وهو مختص بما إذا كان المخبر به أمراً حسيّاً أو كانت مقدماته القريبة أُموراً حسيّة ، كالاخبار عن العدالة النفسانية إذا شاهد منه التورّع عن المعاصي ، أو الإخبار عن الشجاعة ، إذا شاهد قتاله مع الأبطال في ساحة القتال ، وأمّا إذا كان المخبر به أمراً حدسياً محضاً ولم تكن مقدماته قريبة من الحس ، فليست هناك سيرة عقلائية بلزوم الأخذ بخبره ، إذا عرفت هذا ، فلنرجع إلى بيان أحكامه.
أمّا الصورة الأُولى : أي إذا نقل السبب والمسبب عن حس ، فهو وإن كان يتضمن قول المعصوم ، لكنّه إنّما ينفع في عصر الحضور لا في زمان الغيبة ، فانّ أساس هذا النوع من الادّعاء يرجع إلى الإجماع الدخولي المختص بعصر الحضور.
أمّا الصورة الثانية : إذا كان نقل السبب عن حس ، لكن المسبب عن