في تلك السنة ولعلّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه بعد عام الفتح كما لا يخفى.
وقد نقل ابن عبد البر في الاستيعاب : ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت انّ قوله عزّوجلّ : ( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ ) نزلت في الوليد (١). وحكاه عنه ابن الأثير في أُسد الغابة (٢). ويؤيده نزول قوله سبحانه : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوون ). (٣)
روى الطبرسي ، عن ابن أبي ليلى نزل قوله : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) في علي بن أبي طالب ورجل من قريش ، وقال غيره نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة ، فالمؤمن علي والفاسق الوليد ، وذلك انّه قال لعلي عليهالسلام : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدُّ منك سناناً ، فقال علي عليهالسلام : ليس كما تقول يا فاسق. قال قتادة : واللّه ما استووا لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة. (٤)
روى الشارح المعتزلي أنّ حسان بن ثابت شاعر عصر الرسالة قد نظم الواقعة في بيتين :
أنزل اللّه والكتاب عزيز |
|
في عليّ وفي الوليــد قرآنا |
فتبوّا الوليد إذ ذاك فسقا |
|
وعليّ مبــوء إيمــانـاً (٥) |
٢. كيف بعثه النبي إلى جبايتها ، مع أنّه فاسق؟
والجواب انّ المانع من البعث هو الفسق الظاهري لا الخفي ، ولعلّه لم يظهر
____________
١. الاستيعاب : ٢ / ٦٢٠.
٢. أُسد الغابة : ٥ / ٩٠.
٣. السجدة : ١٨.
٤. مجمع البيان : ٤ / ٣٣٢.
٥. شرح النهج : ٢ / ١٠٣.