اللغوية ، وفي المقام نقول : يجب عليه السؤال إلى أن يحصل له العلم ، فكلّ سؤال يشكل شيئاً من الظن حتى ينتهي السائل إلى العلم.
٥. الآية ليست بصدد البيان
الآية بصدد بيان قاعدة كلية ربما يكون أمراً فطرياً ، وهو أنّه يجب على الجاهل أن يرجع إلى العالم ، وأمّا ما هو شرط قبول قوله فهل يكفي الواحد ، أو يشترط التعدد ، أو إفادته العلم؟ فليس بصدد بيانه ، والشاهد على ذلك أنّه لم يذكر شرط الوثاقة في المجيب الذي هو من أوضح شرائط القبول.
الآية الخامسة : آية الإذن
( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْر لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيم ). (١)
يقع الكلام في تفسير الآية أوّلاً ، وكيفية الاستدلال ثانياً ، والإشكالات المتوجهة إليها ثالثاً ، وإليك البيان :
١. تفسير الآية :
أ. انّ الضمير في قوله : ( وَمِنْهُمْ ) يرجع إلى المنافقين ، وسبقته ضمائر أُخرى كلّها ترجع إلى المنافقين نظير :
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي ). (٢)
__________________
١. التوبة : ٦١.
٢. التوبة : ٤٩.