الاستدلال بالسنّة
استدلّ الأخباري من السنّة بطوائف ، وقد قسمها الشيخ إلى أربع طوائف ، وتبعه المحقّق الخراساني ، ويظهر من المحقّق المشكيني انّها خمس. فالطائفتان الأوّلتان ، واضحتا الإجابة ، إنّما المهم الطوائف الثلاث أي :
١. أخبار التوقّف.
٢. أخبار الاحتياط.
٣. أخبار التثليث.
وإليك الكلام في الطائفتين الأُولتين.
الأُولى : حرمة الإفتاء بغير علم
تضافرت الروايات على حرمة القول والإفتاء بغير علم ، مثل صحيحة هشام ابن سالم ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليهالسلام : ما حقّ اللّه على خلقه؟ قال : « أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفّوا عمّا لا يعلمون ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد أدّوا إلى اللّه حقّه ». (١)
ويظهر جوابها بما ذكرناه جواباً عن الاستدلال بالآيات الناهية عن الإفتاء بغير العلم فلا نعيد.
الثانية : وجوب الردّ إلى اللّه ورسوله
دلّت الروايات المتضافرة على وجوب الردّ إلى اللّه ورسوله في مشاكل الأُمور ، ففي مقبولة عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد اللّه عليهالسلام : « أمر بيّن رشده فيتبع وأمر بيّن
__________________
١. الوسائل : ١٨ ، الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤ ؛ وبهذا المضمون روايات كثيرة ، نظير : ٥ ، ١٠ ، ١١ ، ٢٧ ، ٣١ ، ٤٤.