إلى غير ذلك من الموارد التي توصف بباب الملازمات غير المستقلة. وفي الفقه الشيعي والأصول دور كبير لباب الملازمات ، فمن مثبت وناف ومفصل. (١)
٣. في مجال تنقيح
المجال الثالث لإمكان حجّية حكم العقل باب تنقيح مناطات الأحكام وملاكاتها بالسبر والتقسيم بأن يحصر الأوصاف التي توجد في وواقعة الحكم وتصلح لأن تكون العلة واحدة منها ويختبرها وصفاً وصفاً على ضوء الشروط الواجب ، وبواسطة هذا الاختبار تستبعد الأوصاف التي لا يصح أن تكون علة ويستبقى ما يصح أن يكون علة ، وبهذا الاستبعاد وهذا الاستبقاء يتوصل إلى الحكم بأن هذا الوصف هو العلة ثم يتبعه التشريع ، وهذا ما يسمى في الفقه الشيعة الإمامي بتنقيح المناط واستنباط العلة.
إلا أن هذا الشق من إدراك العقل إنما يكون حجة إذا حصل اليقين بان ما أدركه مناطاً هو المناط في الواقع فعندئذ يدور الحكم مداره ويستكشف حكم الشرع.
ولكن أني للعقل إدراك هذا الأمر ، وذلك لانه لو افترضنا انه أصاب في كشف المناط اين علم انه تمام المناط ولعلها جزء العلة وهناك جزء آخر منضم إليه في الواقع ولم يصل الفقيه إليه؟
ولاجل ذلك رفض أصحابنا حجية العقل في مجال تنقيح المناط عن طريق السير والتقسيم.
ــــــــــــــ
١. لاحظ القوانين : ٢ / ١ ، حاشية السيد علي القزويني.