صاحب الكفاية ـ قده ـ.
وتحقيق الكلام في المقام يتوقف ـ أولا ـ على تحقيق المعاني الحرفية والمفاهيم الأدوية ، ثم التكلم في أن الموضوع له فيها كوضعها عام أو انه خاص ؛ فيقع الكلام في مقامين :
المقام الأول في تحقيق المعاني الحرفية والمفاهيم الأدوية وبيان المراد من عدم استقلالها.
المقام الثاني في تحقيق ان معناها الموضوع له عام أو خاص؟
اما الكلام في المقام الأول فقد اختلفوا فيها على أقوال :
(القول الأول) : ما نسب إلى المحقق الرضي ـ قده ـ وتبعه فيه المحقق صاحب الكفاية ـ قده ـ من ان المعنى الحرفي والاسمي متحدان بالذات والحقيقة ومختلفان باللحاظ والاعتبار ، فكلمة (ابتداء) وكلمة (من) مشتركتان في طبيعة معنى واحد ، ولا امتياز لإحداهما على الأخرى إلا في ان اللحاظ في مرحلة الاستعمال في الأسماء استقلالي ، وفي الحروف آلي. وقد ذكر صاحب الكفاية ـ قده ـ ان الاستقلالية وعدمها خارجتان عن حريم المعنى ، فالمعنى في نفسه لا يتصف بأنه مستقل ولا بأنه غير مستقل ، بل هما من توابع الاستعمال وشئونه.
واستدل على عدم إمكان أخذ اللحاظ الآلي كاللحاظ الاستقلالي لا في المعنى الموضوع له ولا في المستعمل فيه بوجوه :
الوجه الأول ما توضيحه : ان لحاظ المعنى في مقام الاستعمال مما لا بد منه ، وعليه فلا يخلو الحال من ان يكون هذا اللحاظ عين اللحاظ المأخوذ في المعنى الموضوع له ، أو يكون غيره ، فعلى الأول يلزم تقدم الشيء على نفسه ؛ والثاني خلاف الوجدان والضرورة ، إذ ليس في مقام الاستعمال إلا لحاظ واحد ؛ على ان الملحوظ بما هو ملحوظ غير قابل لتعلق لحاظ آخر به ، فان القابل لطروء الوجود الذهني إنما هو نفس المعنى وذاته ، والموجود لا يقبل وجوداً آخر.