بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(بحث الأوامر)
الكلام فيها يقع في مقامين : (الأول) في مادة الأمر (أ م ر) (الثاني) في هيئة (افعل) وما شاكلها من الهيئات ، كهيئة فعل الماضي والمضارع ، ونحوهما.
اما الأول فالكلام فيه من جهات :
(الأولى) ـ ذكر جماعة ان مادة الأمر موضوعة لعدة معان : الطلب. الشيء. الحادثة. الشأن. الغرض. الفعل. وغير ذلك ، وقد أنهاها بعضهم إلى خمسة عشر معنى.
واختار صاحب الفصول (قده) انها موضوعة لمعنيين من هذه المعاني أي الطلب والشأن.
وذكر صاحب الكفاية (قده) ان عد بعض هذه المعاني من معاني الأمر من اشتباه المصداق بالمفهوم فان الأمر لم يستعمل في نفس هذه المعاني ، وانما استعمل في معناه ، ولكنه قد يكون مصداقاً لها ثم قال : ولا يبعد دعوى كونه حقيقة في الطلب في الجملة والشيء.
وذهب شيخنا الأستاذ (قده) إلى ان لفظ الأمر موضوع لمعنى واحد وهو الواقعة التي لها أهمية في الجملة ، وجميع ما ذكر من المعاني يرجع إلى هذا المعنى الواحد حتى الطلب المنشأ بإحدى الصيغ الموضوعة له ، وهذا المعنى قد ينطبق على الحادثة ، وقد ينطبق على الشأن ، وقد ينطبق على الغرض ، وهكذا. نعم لا بد أن يكون المستعمل فيه من قبيل الأفعال والصفات ، فلا يطلق على الجوامد