انتفاء جميع افرادها ، لفرض ان المقابل لها هو عدم مثلها ، لا عدم فرد واحد منها ، كما هو ظاهر.
واما الصورة الثالثة (وهي الوجود المضاف إلى الطبيعة بنحو السعة والإحاطة والوحدة في الكثرة) فقد تبين مما تقدم ان المقابل للوجود المضاف إلى الطبيعة بنحو السعة لا بنحو الكثرة والانحلال عدم مثله ـ أي العدم المضاف إلى الطبيعة كذلك ـ والمراد من الوجود السعي كما عرفت هو عدم ملاحظة خصوصية وجود فرد دون آخر فيه ، بل هو مضاف إلى الطبيعة مع إلغاء جميع خصوصية من الخصوصيات ، ولذا لا يغيب ولا يشذ عنه أي وجود من وجودات هذه الطبيعة وينطبق على كل وجود من وجوداتها بلا خصوصية في البين. ومن هنا يعبر عنه بالوحدة في الكثرة ، باعتبار انه يلاحظ فيه جهة السعة والوحدة في هذه الكثرات.
ومقابل هذا الوجود السعي العدم السعي وهو العدم المضاف إلى الطبيعة مع إلغاء تمام خصوصية من الخصوصيات فيه ، ولأجل ذلك هذا عدم لا يغيب ولا يشذ عنه أي عدم من إعدام هذه الطبيعة ، وينطبق على كل عدم منها من دون جهة خصوصية في البين. ومن الواضح انه لا يكون في مقابل هذا العدم وجود فرد منها ، كما انه لا يكون في مقابل هذا الوجود عدم فرد منها.
ونتيجة ما ذكرناه لحد الآن عدة نقاط :
الأولى انه لا مقابلة بين الطبيعة الملحوظة على نحو توجد بوجود فرد منها والطبيعة الملحوظة على نحو تنتفي بانتفاء جميع افرادها على ضوء جميع الصور المتقدمة.
الثانية ان الطبيعة الملحوظة على نحو الإطلاق والسريان في نقطة مقابلة للطبيعة الملحوظة على نحو تنعدم بانعدام جميع افرادها ، كما هو ظاهر.
الثالثة ان الوجود السعي المضاف إلى الطبيعة مع إلغاء الخصوصيات في نقطة مقابلة للعدم السعي المضاف إليها كذلك.