نعم ؛ لو أريد مثلا من عينين فردان من الجارية ، وفردان من الباكية كان من استعمال العينين في المعنيين ؛ إلّا إن حديث التكرار لا يكاد يجدي في ذلك (١) أصلا ، فإن فيه (٢) إلغاء قيد الوحدة المعتبرة أيضا (٣) ، ضرورة : أن التثنية عنده إنما يكون لمعنيين ، أو لفردين بقيد الوحدة ، والفرق بينهما (٤) وبين المفرد إنما يكون في أنه موضوع للطبيعة ، وهي (٥) موضوعة لفردين منها أو معنيين كما هو أوضح من أن يخفى.
______________________________________________________
أريد المتعدد من التثنية والجمع ، ولكن ذلك المتعدد إنما هو من معنى واحد لا من معنيين.
(١) أي : في كون الاستعمال على نحو الحقيقة كما قال صاحب المعالم ؛ لأن في استعمال التثنية في أفراد أربعة ـ بأن يكون كل فردين منها من طبيعة واحدة ـ إلغاء لقيد الوحدة ، فيكون الاستعمال على نحو المجاز ؛ لأن الموضوع له هو المتعدد من معنيين أو فردين مع قيد الوحدة.
(٢) أي : في استعمال التثنية في أكثر من معنى أعني : أفراد أربعة ؛ إلغاء قيد الوحدة في التثنية ؛ إذ معناها فردان أو معنيان لا أفراد أربعة.
(٣) أي : كإلغاء قيد الوحدة في المفرد.
(٤) أي : بين التثنية والإفراد. ملخص الفرق بينهما : أن المفرد موضوع للطبيعة بقيد الوحدة ، والتثنية موضوعة لفردين من تلك الطبيعة المقيدة بالوحدة أعني : فردين من الطبيعة أو لمعنيين مع تقيد كل من المعنيين بالوحدة حتى يكون معنى ـ عينين ـ العين الجارية الواحدة والعين الباكية الواحدة ، أو فردين من الجارية أو الباكية.
فالاستعمال في الأكثر أي : أفراد أربعة أعني فردين من الجارية وفردين من الباكية يستدعي إلغاء قيد الوحدة ، فيكون الاستعمال مجازا لا على نحو الحقيقة كما توهمه صاحب المعالم.
(٥) أي : التثنية ، وهي من باب المثال ، وإلّا فالجمع أيضا كذلك كما في «منتهى الدراية ، ج ١ ، ص ١٩٣».
والمتحصل من الجميع : أنه لو أريد من «عينين» فردان من الذهب وفردان من الفضة كان الاستعمال من استعمال اللفظ الواحد في المعينين ؛ ولكن كان مجازا على مذهب صاحب المعالم ، إذ كان معنى عين بزعمه الماهية بقيد الوحدة ؛ كذلك معنى عينين أمران بقيد الوحدة.