يعمه وما انقضى عنه على أقوال ؛ بعد الاتفاق على كونه مجازا فيما يتلبس به في الاستقبال ، وقبل الخوض في المسألة ، وتفصيل الأقوال فيها ، وبيان الاستدلال عليها ، ينبغي تقديم أمور (١):
أحدها : إن المراد بالمشتق هاهنا (٢) ليس مطلق المشتقات ، بل خصوص ما يجري منها (٣) على الذوات (٤) ، مما يكون مفهومه منتزعا عن الذات بملاحظة اتصافها بالمبدإ ،
______________________________________________________
من الجامد لوجود الملاك فيهما وهو : كون الشيء جاريا على الذات المتلبسة بالمبدإ ، وأن تكون الذات باقية بعد انقضاء المبدأ.
(١) وهي ستة : ١ ـ بيان ما هو المراد من المشتق في المقام.
٢ ـ عدم اختصاص النزاع ببعض المشتقات الجارية على الذوات.
٣ ـ خروج الأفعال والمصادر المزيدة عن حريم النزاع في المقام.
٤ ـ اختلاف المشتقات في المبادئ قوة وملكة وحرفة وصناعة.
٥ ـ بيان ما هو المراد بالحال.
٦ ـ لا أصل في نفس المسألة عند الشك ؛ حتى يتعيّن به ما هو الموضوع له في المشتق بأنه خصوص المتلبس بالمبدإ ، أو الأعم منه وممن انقضى عنه المبدأ.
(٢) أي : في مبحث المشتق. هذا إشارة إلى الأمر الثالث الذي ذكرناه من : أن بعض ما هو مشتق لغة واصطلاحا ؛ كالأفعال ، وبعض المصادر خارج عن حريم النزاع ، وبعض الجوامد داخل في محل الكلام.
(٣) المراد بالمشتق في المقام : خصوص ما يجري من المشتقات على الذوات مثل : اسم الفاعل ، والمفعول ونحوهما.
(٤) المراد بالذوات هنا ليس الجوهر فقط ؛ بل مطلق ما يقع موضوعا سواء كان جوهرا أو عرضا. قوله : «مما يكون ...» إلخ بيان ل ما الموصولة في «ما يجري» يعني : من المشتقات التي يكون مفهومها منتزعا عن الذات كالعالم مثلا ؛ حيث يكون مفهومه منتزعا عن ذات من اتصف بالعلم ؛ فيتحد معها نحو اتحاد.
والمراد بالاتحاد هو : الاتحاد الوجودي بين المبدأ والذات ، لأن المراد بجريان المشتق على الذات هو حمله عليها بالحمل الشائع الصناعي المنوط باتحادهما وجودا.
وقد ظهر مما ذكرناه : النسبة بين المشتق في محل الكلام ، وكل من المشتق المصطلح والجامد : عموم من وجه.
مادة الاجتماع هي : أسماء الفاعلين والمفعولين. مادة الافتراق من جانب المشتقات