فيه في الحروف خاصا ، بخلاف ما عداه (١) فإنه عام. وليت شعري (٢) إن كان قصد الآلية فيها موجبا لكون المعنى جزئيا فلم لا يكون قصد الاستقلالية فيه موجبا له؟ وهل (٣) يكون ذلك إلّا لكون هذا القصد ، ليس مما يعتبر في الموضوع له ، ولا المستعمل فيه ، بل في الاستعمال ، فلم لا يكون فيها كذلك؟ (٤) كيف؟ (٥) وإلّا لزم أن
______________________________________________________
والمصنف يقول بعمومية الكل أي : الوضع والموضوع له والمستعمل فيه ، والخصوصية ناشئة من قبل الاستعمال ، فهي من شئون الاستعمال وأطواره ؛ لا من قيود الموضوع له ، ولا المستعمل فيه.
(١) أي : بخلاف ما عدا الحروف وهو الاسم. وكان الأولى تأنيث الضمير لكونه راجعا إلى الحروف. أي : الموضوع له في الاسم عام كما أشار إليه بقوله : «فإنه عام».
(٢) هذا إشارة إلى وجه عدم الفرق بين الحرف والاسم ، فكما لا دخل للحاظ الاستقلالية في المعنى الاسمي ؛ فكذلك لا دخل للحاظ الآلية في المعنى الحرفي ، «وليت شعري» يعني : وليتني دريت وعلمت ـ بمعنى : التعجب ـ إن كان قصد الآلية موجبا لجزئية المعنى في الحروف فلما ذا لا يكون قصد الاستقلالية في الأسماء موجبا لكون المعنى جزئيا فيها؟ فكما لا يعتبر قصد الاستقلالية في الأسماء لا في الموضوع له ولا في المستعمل فيه قطعا ، فكذا في الحروف.
(٣) الاستفهام للإنكار ، فيكون مفاده نفي اعتبار قصد الاستقلالية في الموضوع له ، والمستعمل فيه فيما عدا الحروف ، فليكن الأمر في الحروف كذلك ، فلا فرق بين هذين القصدين في عدم دخلهما في الموضوع له ، وعدم إيجابهما جزئية المعنى بعد كون كليهما من شئون الاستعمال وأطواره. فالالتزام بكون القصد في أحدهما موجبا لجزئيته دون الآخر ليس إلّا تحكما واضحا.
(٤) أي : فلما ذا لا يكون قصد الآلية في الحروف ، كقصد الاستقلالية في الأسماء في عدم أخذه في نفس الموضوع له ، فيكون المعنى فيهما واحدا حقيقة كما مرّ غير مرة.
(٥) أي : كيف لا يكون قصد الآلية خارجا عن المعنى الحرفي «وإلّا لزم ...» إلخ أي : لو كان اللحاظ داخلا في المعنى الحرفي «لزم أن يكون معاني المتعلقات للحروف غير منطبقة على الجزئيات الخارجية».
وحاصل كلام المصنف «قدسسره» في المقام : أنه لا يجوز الالتزام بكون قصد الآلية موجبا لجزئية المعنى في الحروف وذلك لأمرين :
الأول : أن ذلك مستلزم للترجيح بلا مرجح نظرا إلى أن حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد ، فإذا جاز أن يكون قصد الآلية موجبا لجزئية المعنى في الحروف ؛ جاز أن