الأول
فيما يتعلق بمادة الأمر (١) من الجهات وهي (٢) عديدة :
الجهة الأولى :
أنه قد ذكر للفظ الأمر معان متعددة منها : الطلب (٣) كما يقال : أمره (٤) بكذا.
ومنها : الشأن كما يقال : شغله أمر كذا (٥).
ومنها : الفعل (٦) ، كما في قوله تعالى : (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ.)
ومنها : الفعل العجيب (٧) ، كما في قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا.)
ومنها : الشيء ، كما تقول : «رأيت اليوم أمرا عجيبا» (٨).
ومنها : الحادثة (٩). ومنها : الغرض كما تقول : «جاء زيد لأمر (١٠) كذا».
______________________________________________________
في الأوامر يجري في النواهي.
(١) أي : المطالب الرئيسية المتعلقة بمادة الأمر «أم ر» على النحو التالي :
١ ـ هل للفظ الأمر معنى واحد أو معاني متعدّدة؟
٢ ـ هل يعتبر العلو في معنى الأمر أم لا؟
٣ ـ هل الأمر حقيقة في الوجوب أم لا؟
٤ ـ هل الطلب الذي هو معنى الأمر متحد مع الإرادة أم هما اثنان؟
(٢) أي : الجهات عديدة وهي المطالب الرئيسة التي ذكرناها إجمالا وهي أربعة.
(٣) أي : وهو عرفا السعي نحو شيء للظفر به ؛ كطلب الغريم وطلب الماء.
(٤) أي : طلب منه كذا.
(٥) أي : شأن كذا.
(٦) أي : الفعل مطلقا بمعناه اللغوي كما في قوله تعالى : (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)(١) ، أي : فعله ليس برشيد.
(٧) أي : وهو أخص مما قبله أي : الفعل مطلقا كما في قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا)(٢) أي : فعلنا العجيب.
(٨) أي : شيئا عجيبا غريبا.
(٩) أي : كما يقال : «وقع في البلد أمر كذا» أي : حادثة كذا.
(١٠) أي : لغرض كذا.
__________________
(١) سورة هود آية : ٩٧.
(٢) سورة يونس آية : ٨٢.