وكذا الوضع العام والموضوع له العام كوضع أسماء الأجناس ، وأمّا الوضع العام والموضوع له الخاص : فقد توهم أنّه وضع الحروف وما ألحق بها من الأسماء (١).
كما توهم (٢) أيضا : أنّ المستعمل فيه فيها خاص ، مع كون الموضوع له كالوضع عاما.
والتحقيق (٣) ـ حسبما يؤدي إليه النظر الدقيق ـ : أنّ حال المستعمل فيه والموضوع له فيها حالهما في الأسماء.
______________________________________________________
والموضوع له الخاص ، كما في وضع الأعلام ، والوضع العام والموضوع له العام ، كما في وضع أسماء الأجناس ، وكذا لا ريب في عدم وقوع الوضع الخاص والموضوع له العام.
وأمّا الوضع العام والموضوع له الخاص فقد وقع الخلاف في وقوعه بعد الفراغ عن إمكانه ، والمصنف ممن يقول بعدم وقوعه ولذا يقول : «فقد توهم أنه وضع الحروف ...» إلخ.
(١) أي : مثل الضمائر وأسماء الإشارة والموصولات فقد توهم جماعة أن الوضع في الحروف وما ألحق بها من الأسماء المذكورة عام والموضوع له خاص ، مثلا : في الضمائر يلاحظ الواضع المعنى الكلي للمفرد المذكر ، ثم يضع ذا بإزاء الجزئيات المندرجة تحت ذلك الكلي ، فيكون الوضع عاما والموضوع له خاصا ، ومثل ذلك الضمائر والموصولات.
(٢) أي : كما توهم أيضا جماعة آخرون ـ منهم التفتازاني ـ : أنّ المستعمل فيه في الحروف والمبهمات خاص ، وذلك لخصوصيّة تنشأ من الاستعمال مع كون الموضوع له كالوضع عاما ، مثل : أن يلاحظ الواضع كلي الابتداء ، فيضع له لفظة «من». فمن موضوع للابتداء ويطلق على كل ابتداء فحينئذ يكون الموضوع له عاما كنفس الوضع. ولكن المصنف «قدسسره» يردّ كلا التوهمين.
وحاصل التوهمين في وضع الحروف وما ألحق بها : أنّ الوضع فيها عام والموضوع له خاص ، هذا هو التوهم الأول. أو الوضع والموضوع له فيها عام والمستعمل فيه خاص ، كما في التوهم الثاني. وللمصنف «قدسسره» ردّ على كلا التوهمين حيث يقول في وضع الحروف وأمثالها : إنّ حال المستعمل فيه والموضوع له كحال الوضع كلّها عام كأسماء الأجناس ، وسيأتي تحقيق المصنف «قدسسره» في وضع الحروف.
التحقيق في وضع الحروف
(٣) تحقيق ما اختاره المصنف «قدسسره» في وضع الحروف يتوقف على مقدمة وهي : التحقيق في المعاني الحرفية ببيان الأقوال فيها :