وهو (١) كما ترى.
وإن كانت (٢) هي الموجبة لكونه جزئيا ذهنيا ، حيث (٣) إنّه لا يكاد يكون المعنى حرفيا ؛ إلّا إذا لوحظ حالة لمعنى آخر ، ومن خصوصياته القائمة به ، ويكون حاله كحال العرض (٤) ، فكما لا يكون في الخارج إلّا في الموضوع ، كذلك هو (٥) لا يكون
______________________________________________________
المعنى الحرفي وملحقاته جزئيا إضافيا على حد ما في علم الميزان ، من : أنّ الجزئي الإضافي ما كان فوقه كليا ، وكان له أفراد مثل «الإنسان» فهو بالنسبة إلى أفراده ومصاديقه كلي ، وبالنسبة إلى الحيوان جزئي إضافي.
(١) أي : هذا القول كما تراه لا يجديهم نفعا ؛ لأنّ الجزئي الإضافي كلي ، فلا يكون الموضوع له خاصا ؛ فإنّ المراد بالخاص هو الجزئي الحقيقي فيرجع الجزئي الإضافي إلى عمومية الموضوع له وهو المطلوب ، لأنّ الجزئي الإضافي ـ بمعنى : ما هو أخص من شيء ـ قد يكون كليا كما عرفت.
(٢) أي : قوله : «وإن كانت هي الموجبة ...» إلخ عطف على قوله : «إن كانت هي الموجبة لكون المعنى المتخصص بها جزئيا خارجيا».
وحاصل الكلام : أنّ الخصوصية المتوهمة من الجماعة المأخوذة في الموضوع له إمّا هي الموجبة لكون المعنى جزئيا خارجيا ، أو هي الموجبة لكونه جزئيا ذهنيا. وكلاهما باطل ففرض الخصوصية الموجبة لجزئية المعنى الموضوع له باطل ، وقد تقدم وجه بطلان كلا الاحتمالين.
(٣) تعليل للجزئية الذهنية للمعنى الحرفي وحاصله : أنّ الخصوصية موجبة لكون المعنى الحرفي جزئيا ذهنيا ، فإنّ المعنى الحرفي يفتقر إلى الغير ؛ حيث إن المتكلم حين استعمال لفظ «من» لا بدّ له أن يلاحظ الابتداء في ذهنه حالة للغير ، فيكون جزئيا ذهنيا ، لأنّ الوجود في الذهن كالوجود في الخارج يستلزم التشخص وإن كان المعنى كليا في نفسه.
(٤) أي : يكون حال المعنى الحرفي كحال العرض في القيام بالغير ، والفرق بينهما : أنّ المعنى الحرفي يفتقر إلى الغير ذهنا وخارجا ، والعرض يفتقر إلى الموضوع خارجا لا ذهنا ولذا قيل في تعريفه : العرض ماهية إذا وجدت في الخارج وجدت في الموضوع.
وكيف كان ؛ فالمعنى الحرفي وإن صار جزئيا ذهنيا بلحاظ كونه حالة للغير إلّا إنّه لا يصح أخذ اللحاظ الذهني جزءا للمعنى الحرفي ؛ لاستلزامه المحاذير التي عرفتها. وستأتي الإشارة إليها في كلام المصنف «قدسسره».
(٥) أي : المعنى الحرفي أي : وجه الشبه هو الافتقار إلى الغير ، غاية الأمر : العرض