وربما يشكل (١) في كون الأجزاء مقدمة له وسابقة عليه ؛ بأن المركب ليس إلّا نفس الأجزاء بأسرها.
والحل : (٢) أن المقدمة هي نفس الأجزاء بالأسر ، وذو المقدمة هو الأجزاء بشرط
______________________________________________________
السطح ، وقطع المسافة ؛ فإن الواجب ـ وهو الكون على السطح ـ يتوقف على نصب السلم في الأول ، والحج يتوقف على قطع المسافة في الثاني.
وأما المقدمة الخارجية بالمعنى الأعم : فهي عين المقدمة الداخلية بالمعنى الأعم ؛ أي : الخارجة عن المأمور به قيدا ، والداخلة فيه تقيّدا.
إذا عرفت هذه المقدمة فاعلم : أن المراد بالمقدمة الداخلية هي : الداخلية بالمعنى الأخص ، وبالمقدمة الخارجية هي : الخارجية بالمعنى الأعم المقابلة للداخلية بالمعنى الأخص.
ومن هنا ظهر الفرق بينهما ، فلا حاجة إلى بيان ذلك.
(١) قد تعرض المصنف في البحث عن المقدمة الداخلية لجهتين :
الجهة الأولى : هي الإشكال في صحة إطلاق المقدمة عليها.
الجهة الثانية : هي الإشكال في دخولها في محل النزاع.
والذي قرّره المصنف هو : عدم دخولها في محل النزاع ؛ كما أشار إليه بقوله : «إنه ينبغي خروج الأجزاء عن محل النزاع». فانتظر وجه ذلك.
وأما حاصل الكلام في الجهة الأولى : فقد يستشكل في مقدمية الأجزاء ؛ ويقال :
كيف تكون الأجزاء مقدمة داخلية للمأمور به الواجب؟ والحال أن المقدمية تتوقف على أمرين :
الأول : أن تكون المقدمة غير المأمور به الواجب.
والثاني : أن تكون سابقة عليه.
وكلا الأمرين : منتف في المقدمة الداخلية ؛ لأن المقدمة الداخلية كما عرفت هي : نفس الأجزاء ، والأجزاء عين المركب ، فلا مغايرة بينهما أصلا ، ولا تكون الأجزاء سابقة عليه ؛ لأن نفس الشيء لا يكون سابقا عليه.
وبعبارة أخرى : مقدمة الشيء عبارة عما يقع في طريق وجوده ، والشيء لا يقع في طريق نفسه. وكيف كان ؛ فلا مغايرة بين الأجزاء والمركب منها ؛ ليكون للأجزاء وجود غير وجود الكل حتى تجب الأجزاء غيريا ، ويجب الكل نفسيا. فتنحصر المقدمة بالخارجية ، ولا تعقل المقدمة الداخلية أصلا.
(٢) أي : حل إشكال عينية المقدمة للمأمور به الواجب. وتوضيح ذلك يتوقف على