غاية الأمر : يكون (١) حينئذ متجرئا فيه ، كما أنه مع الالتفات يتجرأ بالنسبة إلى ذي المقدمة ، فيما لم يقصد التوصل إليه أصلا.
______________________________________________________
يكون الدخول في الأرض المغصوبة مقدمة للواجب ، فيكون واجبا لا حراما ؛ وإن لم يلتفت إلى التوقف والمقدمية لعدم دخل التفات المكلف إلى توقف الواجب عليه في مقدميته ؛ لأن ملاك وجوب المقدمة هو : التوقف التكويني الذي لا دخل للالتفات ـ فضلا عن القصد ـ فيه ، كما لا يخفى. هذا بخلاف القسم الثاني حيث إن الدخول في الأرض المغصوبة باق على حرمته ـ لعدم كونه مقدمة للواجب ـ لأن المفروض حينئذ هو : عدم وجوب الإنقاذ أو الإطفاء.
(١) أي : غاية الأمر : يكون الشخص الداخل ـ حين عدم الالتفات إلى التوقف والمقدمية ـ «متجرئا فيه» أي : في الدخول ، لأنه باعتقاده يرتكب الحرام ، «كما أنه مع الالتفات» إلى توقف الإنقاذ على الدخول «يتجرأ بالنسبة إلى ذي المقدمة» أي : الإنقاذ «فيما لم يقصد التوصل إليه أصلا» ؛ بأن دخل الأرض المغصوبة عالما بالغريق ، بانيا وقاصدا على عدم إنقاذه ثم أنقذه ، فإن بناءه كان تجريا ، وإنما قلنا : بأنّه أنقذه ، لأنه لو لم ينقذه أصلا كان فاعلا للحرام القطعي ، وقد يجتمع التجري بالنسبة إلى المقدمة ، والتجري بالنسبة إلى ذي المقدمة ؛ وذلك فيما لو علم بالغريق ، وكان بناؤه على عدم إنقاذه ، ثم دخل الأرض ولم يكن ملتفتا إلى توقف الإنقاذ على الدخول ، وكان عالما بغصبية الأرض.
«وأما إذا» التفت إلى حرمة الأرض ، وعلم بالغريق وبتوقف الإنقاذ على الدخول ، و «قصده» أي : قصد التوصل بهذا الدخول إلى الإنقاذ ، «ولكنه لم يأت بها» أي : بالمقدمة «بهذا الداعي» أي : بداعي الإنقاذ فقط ؛ «بل» دخل «بداع آخر» ؛ كما إذا دخل بستان الغير لا بداعي التوصل به إلى إنقاذ الغير ؛ بل بداعي السياحة في البستان ولكن «أكده» أي : أكد هذا الداعي أي : الداعي بقصد السياحة أكده بقصد التوصل بالدخول إلى الإنقاذ ، فلا يكون حينئذ متجريا بالنسبة إلى الواجب أصلا.
وكيف كان ؛ فإذا كان ملتفتا إلى الواجب ، وكان من قصده التوصل إليه ، ولكنه أتى بالمقدمة بداعي شيء آخر ، وجعل قصد التوصل مؤكدا له لم يتحقق التجرّي ، ففي صورة تساوي الداعيين ، وكون الأمر الخارجي مؤكدا لقصد التوصل لا يتحقق التجري بطريق أولى ؛ كما في «الوصول إلى كفاية الأصول ، ج ٢ ، ص ١٣٤» مع توضيح وتصرف منّا.
وأما تفصيل ذلك فيحتاج إلى ذكر الاحتمالات والأقوال : أما الاحتمالات فهي أربعة :