«قدسسره» بما (١) يتوجه على اعتبار قصد التوصل في وقوعها كذلك (٢) ، فراجع تمام كلامه زيد «في علو مقامه» ، وتأمل في نقضه وإبرامه.
______________________________________________________
(١) المراد بالموصول في «بما» هي : الوجوه الثلاثة التي استشكل بها الشيخ على الفصول ، القائل باعتبار ترتب ذي المقدمة على المقدمة في اتصافها بالوجوب ؛ على ما في «منتهى الدراية ، ج ٢ ، ص ٢٩٨».
وأوّل تلك الوجوه : أن الوجه في حكم العقل بوجوب المقدمة ليس إلّا إن عدمها يوجب العدم.
وثانيها : أن الوجدان يشهد بسقوط الطلب بعد وجود المقدمة من غير انتظار ترتب ذي المقدمة عليها ، وهذا كاشف عن مطلوبية ذات المقدمة من دون دخل لترتب ذي المقدمة عليها.
وثالثها : أن وجوب المقدمة الموصلة يستلزم وجوب مطلق المقدمة ؛ وذلك لأن الأمر بالمقيّد بقيد خارجي مستلزم للأمر بذات المقيد.
وهذه الإشكالات بعينها واردة على القائل باعتبار قصد التوصل في اتصاف المقدمة بالوجوب ، كما هو المنسوب إلى الشيخ «قدسسره».
وكيف كان ؛ فقد اعترض المصنف على الشيخ بنفس ما أورده الشيخ على صاحب الفصول ؛ لأن المناط المذكور في إشكاله على صاحب الفصول موجود في كل من المقدمة المقصود بها التوصل إلى ذيها. والمقدمة الموصلة فكما لا وجه لتخصيص الوجوب بالمقدمة الموصلة ، فكذلك لا وجه لتخصيصه بالمقدمة المقصود بها التوصل.
(٢) أي : في وقوع المقدمة على صفة الوجوب.
وخلاصة الكلام في المقام : أنه سيأتي اعتراض الشيخ على الفصول ، حيث خص الوجوب بالمقدمة الموصلة ؛ بتقريب : أن ملاك وجوبها هو إيجاد التمكن ، وهو يوجد بمجرد وجودها ؛ ترتب عليها ذوها أم لا ، وعين هذا الاعتراض متوجه إلى الشيخ حيث خص الوجوب بالمقدمة التي يقصد بها التوصل فيقال : إن ملاك وجوب المقدمة هو إيجاد التمكن ، وهو يوجد بمجرد وجودها سواء قصد بها التوصل أم لا.
هذا تمام الكلام في نقد كلام الشيخ القائل بلزوم قصد التوصل في وقوع المقدمة على صفة الوجوب ، فيرد عليه :
أولا : أن اعتبار قصد التوصل في وجوب المقدمة خلاف الوجدان ؛ إذ ملاك حكم العقل بوجوب المقدمة هو عنوان مقدمية المقدمة ، وعنوان توقف وجود ذي المقدمة في الخارج على وجود المقدمة ، سواء قصد بها التوصل أم لم يقصد.