كالشرط المقارن بعينه ، فكما أن اشتراطه بما يقارنه ليس إلّا إن لتصوره (١) دخلا في أمره ـ بحيث لولاه (٢) لما كاد يحصل له الداعي إلى الأمر ـ كذلك (٣) المتقدم أو المتأخر.
وبالجملة : حيث كان الأمر من الأفعال الاختيارية كان من مبادئه (٤) بما هو ، كذلك تصور الشيء بأطرافه ليرغب في طلبه والأمر به ، بحيث لولاه (٥) لما رغب فيه ، ولما أراده واختاره ، فيسمى كل واحد من هذه الأطراف التي لتصورها (٦) دخل في حصول الرغبة فيه وإرادته شرطا (٧) ؛ لأجل (٨) دخل لحاظه في حصوله ، كان مقارنا
______________________________________________________
بمعنى : إن الوجود العيني للشرط المتقدم أو المتأخر ليس دخيلا في المشروط ؛ حتى يستشكل بلزوم تأثير المعدوم في الموجود.
(١) أي : لتصور المقارن للتكليف دخل في أمر الآمر.
(٢) بحيث لو لا تصور المقارن لم يكن للآمر داع إلى الأمر.
(٣) قوله : «كذلك» معادل لقوله : «فكما أن اشتراطه» ، فمعنى العبارة حينئذ : فكما أن اشتراط التكليف بما يقارنه زمانا كاشتراطه بالوقت ليس إلّا إن لتصور ما يقارن التكليف دخل في أمر الآمر ؛ «كذلك المتقدم والمتأخر» ، فإن الدخيل في الأمر هو لحاظها أي : وجودهما العلمي لا العيني.
(٤) أي : كان من مبادئ الأمر «بما هو كذلك» أي : بما هو فعل اختياري «تصور الشيء» أي : تصور المأمور به «بأطرافه» أي : المقدم منه ، والمؤخر ، والمقارن.
(٥) أي : لو لا تصور الشيء المأمور به لما رغب في ذلك الشيء ، ولما أراده واختاره ؛ لتوقف الإرادة على التصور المذكور.
والمتحصل من الجميع : أن الشرط في جميع أقسام الشرط هو اللحاظ أي : لحاظ الشرط المتقدم والمتأخر كما هو الأمر في الشرط المقارن واللحاظ مقارن للمشروط.
(٦) أي : لتصور الأطراف «دخل في حصول الرغبة فيه» أي : الرغبة في الطلب.
(٧) قوله «شرطا» مفعول ، «فيسمى» أي : فيسمى كل واحد من هذه الأطراف التي لتصورها دخل في إرادة الشيء شرطا لذلك الشيء.
(٨) اللام في قوله : «لأجل لحاظه» للتعليل ، ومتعلق بقوله : «فيسمى» أي : فيسمى كل ما لتصوره دخل في حصول الرغبة في الشيء وإرادته «شرطا لأجل دخل لحاظه في حصوله» ، أي : لأجل دخل لحاظ كل واحد في حصول الرغبة. وتذكير ضمير حصوله الراجع إلى الرغبة بتأويل الرغبة بالميل ، وإلّا فالأولى تأنيث الضمير.