له الرغبة في التكليف ، أو لما صح عنده الوضع. وهذه خلاصة ما بسطناه من المقال في دفع هذا الإشكال في بعض فوائدنا (١) ، ولم يسبقني إليه أحد فيما أعلم. فافهم واغتنم.
ولا يخفى : أنها (٢) بجميع أقسامها داخلة في محل النزاع ، وبناء على الملازمة
______________________________________________________
وكيف كان ؛ فالشرط في الحقيقة هو : إضافة خاصة للمأمور به ، والإضافة مقارنة مطلقا للمأمور به ؛ بمعنى : أن الشيء لا يكون متعلقا للأمر إلّا إذا كان معنونا بعنوان حسن ، يستلزم تعلق الأمر به ، ومن الواضح : أن اختلاف الحسن والقبح إنما هو باختلاف الوجوه والاعتبارات الناشئة من الإضافات ، فالشيء باعتبار إضافة خاصة يكون ذا وجه به يتصف بالحسن.
وعليه : فالذي يكون دخيلا في تعلق الأمر وصيرورة الشيء مأمورا به هو نفس إضافة ذات المأمور به إلى أمر آخر بإضافة خاصة ؛ لا نفس الأمر ، الآخر الذي يكون طرف الإضافة ، وعلى هذا فشرطية شيء للمأمور به مرجعها إلى كون إضافة المأمور به إليه محصلة لوجه يوجب اتصافه بالحسن ، فمرجعها إلى دخالة إضافة المأمور به في تعلق الأمر ، وتأثيرها فيه ، ومن المعلوم : أنه كما تكون إضافة شيء إلى أمر مقارن له موجبة لتعنونه بعنوان حسن به يكون متعلقا للأمر ؛ كذلك يمكن أن تكون إضافته إلى أمر متقدم عليه ، أو متأخر عنه ؛ موجبة لذلك فالتأثير في الحقيقة في جميع ذلك إلى الإضافة ، وهي الشرط حقيقة ، وهي مقارنة للمأمور به مطلقا ، أما نفس الأمر المقارن أو المتقدم أو المتأخر : فإطلاق الشرط عليه باعتبار أنه طرف الإضافة لا غير ؛ لا باعتبار أنه الشرط حقيقة كي يتوهم استلزام ذلك تأثير المعدوم في الموجود في مورد الشرط المتأخر أو المتقدم.
فالمتحصل من الجميع : أن الشرط في الحقيقة أمر مقارن للمشروط ـ سواء كان الحكم أو المأمور به ـ وإطلاق الشرط على الأمور المتأخرة والمتقدمة ، بل المقارنة بلحاظ نوع من العلاقة والارتباط بينها ، وبين ما هو الشرط حقيقة ، والمؤثر في الواقع. كما في «منتقى الأصول ج ٢ ، ص ١١١» مع تصرف منا.
قوله : «ولم يسبقني إليه أحد فيما أعلم» كأنه افتخار منه على ما أفاده في بعض فوائده. «فافهم» إشارة إلى الدقة لكونه مسبوقا باغتنم.
(١) فوائد الأصول ، ص ٥٧ ، فائدة في تقدم الشرط على المشروط.
(٢) أي : شرائط المأمور به «بجميع أقسامها» أي : متقدمة كانت أو مقارنة أو متأخرة داخلة في محل النزاع ؛ يعني : هل إنها واجبة أم لا؟ لاشتراك الجميع في المناط وهو :