خطاب آخر ، بحيث لولاه لما كان فعلا متمكنا من الخطاب ، هذا مع شمول الخطاب كذلك للإيجاب فعلا بالنسبة إلى الواجد للشرط ، فيكون بعثا فعليا بالإضافة ، وتقديريا بالنسبة إلى الفاقد له ، فافهم وتأمل جيدا.
ثم الظاهر : دخول المقدمات الوجودية للواجب المشروط ، في محل النزاع أيضا (١) ، فلا وجه لتخصيصه بمقدمات الواجب المطلق ، غاية الأمر : تكون في الإطلاق والاشتراط تابعة لذي المقدمة كأصل الوجوب بناء على وجوبها من باب الملازمة.
______________________________________________________
وحاصل الكلام في الفائدة الثانية هو : شمول الخطاب وعمومه ؛ بحيث يشمل واجد الشرط وفاقده ، فيكون الخطاب فعليا بالإضافة إلى واجد الشرط ، ومشروطا بالنسبة إلى فاقده ، فالخطاب في قول الشارع : ـ حجوا إن استطعتم ـ فعليّ لواجد الاستطاعة ، وإنشائي لفاقدها ، فيكتفي بهذا الإنشاء على كلا التقديرين أي : وجود الاستطاعة وعدمها.
لا يقال : أنه يلزم استعمال اللفظ في المعنيين في إطلاق واحد ـ وهما الوجوب الشأني بالنسبة إلى غير الواجد للشرط ، والوجوب الفعلي بالإضافة إلى الواجد للشرط ـ كما قلت هذا في صيغة الأمر ، وهي : «حجوا» في المثال المذكور.
فلأنه يقال : إن خطاب «حجوا» يدل على إنشاء الوجوب المشروط والإنشائي فقط ، ولكن العقل والنقل من الخارج يدلان على فعلية الوجوب بالإضافة إلى واجد الشرط وهو المستطيع حاليا ، كما أن سائر الخطابات الشرعية بالإضافة إلى العالمين بها فعلية ، وبالنسبة إلى الجاهلين بها شأنية ، فليس في المقام استعمال اللفظ في معنيين مختلفين.
قوله : «فافهم وتأمل جيدا» ؛ لعله إشارة إلى ما ذكر من الإشكال والجواب.
(١) كالمقدمات الوجودية للواجب المطلق ، لأنه بعد حصول مقدمات وجوبه يصبح الواجب مطلقا وفعليا. وبحسب الدقة هذا من المصنف «قدسسره» دفع لتوهم خروج المقدمات الوجودية للواجب المشروط عن محل النزاع.
أما تقريب التوهم فيتوقف على مقدمة وهي : أن مقدمات الواجب المشروط على قسمين :
الأول : مقدمة وجودية : كقطع المسافة التي هي مقدمة وجودية للحج.
الثاني : مقدمة وجوبية : كالاستطاعة التي هي مقدمة وجوبية للحج.