الأمر الثاني : (١)
أنه ربما تقسم المقدمة إلى تقسيمات :
منها : تقسيمها إلى داخلية وهي الأجزاء المأخوذة في الماهية المأمور بها. والخارجية وهي الأمور الخارجة عن ماهيته مما لا يكاد يوجد بدونه.
______________________________________________________
أما رأي المصنف «قدسسره» : فهو أنها من المسائل الأصولية لا الفرعية ، ومن المسائل العقلية لا اللفظية. هذا تمام الكلام في خلاصة البحث.
تقسيم المقدمة إلى الداخلية والخارجية
(١) الأمر الثاني في تقسيم المقدمة إلى تقسيمات عديدة باعتبارات شتى :
الأول : تقسيمها إلى الداخلية والخارجية.
الثاني : تقسيمها إلى العقلية والشرعية والعادية.
الثالث : تقسيمها إلى مقدمة الوجود ، ومقدمة الصحة ، ومقدمة الوجوب ، ومقدمة العلم.
الرابع : تقسيمها إلى المتقدم ، والمقارن ، والمتأخر.
وقبل الخوض في البحث ينبغي بيان ما هو محل النزاع فنقول : إن المقدمة التي هي مصبّ ومقسم للتقسيمات المذكورة عبارة عن مطلق ما يتوقف عليه الشيء.
وأما توضيح ما هو المراد من المقدمة الداخلية والخارجية فيتوقف على مقدمة وهي : أن كل واحد منهما على قسمين : الداخلية بمعنى الأخص والأعم ، والخارجية كذلك.
وأما الداخلية بالمعنى الأخص فهي : أجزاء المأمور به الداخلة في حقيقته قيدا وتقيدا ؛ مثل : القراءة في الصلاة مثلا ، فكما هي بنفسها دخيلة في المأمور به ومقوّمة له ؛ فكذلك تقيدها بكونها مسبوقة بتكبيرة الإحرام ، وملحوقة بالركوع والسجود دخيل في حقيقة المأمور به.
وأما الداخلية بالمعنى الأعم : فهي خارجة عن حقيقة المأمور به قيدا والداخلة فيه تقيّدا ؛ مثل : طهارة البدن واللباس عن الخبث ، والاستقبال والطهارة من الحدث ونحوها ؛ فإنها خارجة عن حقيقة الصلاة المأمور بها قيدا ، ولكنها داخلة فيها تقيّدا ؛ بمعنى : أن المأمور به حصة من الصلاة ؛ وهي الصلاة المقيدة بها لا مطلقا.
وأما المقدمة الخارجية بالمعنى الأخص : فهي غير دخيلة في المأمور به أصلا لا قيدا ولا تقيّدا ؛ بل إنما يتوقف وجود المأمور به الواجب في الخارج عليها ؛ مثل : الكون على