من موصوفه ولو من وجه ، في مورد الافتراق من جانب الموصوف ، وأما في غيره (١) ، ففي جريانه إشكال أظهره عدم جريانه ، وإن كان يظهر مما عن بعض الشافعية ، حيث
______________________________________________________
فإنه قد يكون الافتراق من جانب الموصوف كالرجل الغير العادل ، وقد يكون من جانب الوصف كالعادل الغير الرجل ، فمجموع الأقسام خمسة. إذا عرفت هذا فاعلم : «أنه لا شبهة في جريان النزاع» نفيا وإثباتا ، «فيما إذا كان الوصف أخص من موصوفه» مطلقا كالإنسان العادل ، «ولو من وجه» كالإنسان الأبيض ، فإنه «في مورد الافتراق من جانب الموصوف» بأن يكون الموصوف ولا يكون الوصف كالرجل غير العادل.
وكيف كان ؛ فالنزاع يجري في قسمين من الأقسام المتقدمة.
أولهما : كون الوصف أخص مطلقا من الموصوف ، كالعالم بالنسبة إلى الإنسان ، فإن الوصف ـ وهو العلم ـ ينتفي مع بقاء الموصوف أعني : الإنسان.
ثانيهما : كون الوصف أخص من وجه من الموصوف ، مع كون الافتراق من جانب الموصوف كالرجل العادل ، والمراد بالافتراق من جانب الموصوف بقاؤه مع انتفاء الوصف كما في المثال ، فإن العدالة تنتفي مع بقاء الموصوف وهو الرجل ، والضابط في ثبوت المفهوم للوصف : انتفاؤه مع بقاء الموصوف.
(١) أي : في غير ما كان الوصف أخص ـ وهو القسمان الأولان ـ أو ما كان الوصف أخص من وجه ؛ ولكن لا في مورد الافتراق من جانب الموصوف ، بل من جانب الصفة كالعادل غير الرجل أو الأبيض غير الإنسان ، أو افتراق الوصف والموصوف اللذين بينهما عموم من وجه ، بحيث لا يصدق عليه واحد منهما كالإبل المعلوفة في قوله : «في الغنم السائمة زكاة» ، حيث إن كلا من الوصف والموصوف ـ وهما الغنم والسوم ـ مفقود في معلوفة الإبل ولا يصدق عليها واحد منهما «ففي جريانه» أي : النزاع وعدم جريانه إشكال أظهره عدم جريان نزاع مفهوم الوصف.
والوجه في عدم الجريان : أن المفهوم هو نقيض المنطوق ، ويعتبر في التناقض اتحاد المتناقضين في أمور أحدها : الموضوع كقولنا : «الإنسان ناطق وليس بناطق» ، ومن المعلوم : أنّه ليس عدم الزكاة في معلوفة الإبل مفهوم قولنا : «في الغنم السائمة زكاة» لاختلاف الموضوع ، فإن موضوع وجوب الزكاة هو الغنم السائمة ، وهذا الوجوب لم يرتفع عن الغنم حتى يتحد الموضوع في المنطوق والمفهوم كي يتحقق التناقض ؛ بل رفع عن الإبل ، واختلاف الموضوع من أشد أنحاء عدم المطابقة. نعم ؛ عن بعض الشافعية جريان نزاع مفهوم الوصف في مورد افتراق الوصف والموصوف معا.