فصل (١)
قد عرّف العام بتعاريف ، وقد وقع من الأعلام فيها النقض بعدم الاطراد تارة والانعكاس أخرى بما لا يليق بالمقام ، فإنها تعاريف لفظية ، تقع في جواب السؤال عنه ب (ما) الشارحية ، لا واقعة في جواب السؤال عنه ب (ما) الحقيقية.
______________________________________________________
(١) وعمدة البحث في هذا الفصل هو بيان أمور :
الأول : بيان ما هو المسمى لهذين الاسمين أعني : العام والخاص.
الثاني : بيان أن التعاريف الواقعة للعام في كلمات القوم هل هي حقيقية أو لفظية؟
الثالث : بيان تقسيم العام إلى الاستغراقي ، والمجموعي والبدلي ، والفرق بين تلك الأقسام.
وخلاصة الكلام في الأمر الأول : أن الظاهر : كون العام والخاص ـ في اصطلاحهم ـ اسمين للّفظ دون المعنى وإن كان أصل التسمية باعتبار عموم المعنى وخصوصه ، كما تشهد بذلك تعريفاتهم لهما.
فنذكر بعض التعريفات التي هي ظاهرة في كونهما اسمين للفظ دون المعنى منها : ما عن الغزالي ـ في تعريف العام ـ من : «أنه اللفظ الواحد الدال من جهة واحدة على شيئين فصاعدا» (١).
ومنها : ما عن أبي الحسن البصري من : «أنه اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له».
ومنها : ما عن المحقق في المعارج من «أنه اللفظ الدال على اثنين فصاعدا من غير حصر (٢)».
ومنها : ما عن العلامة في النهاية من : «أنه اللفظ الواحد المتبادل بالفعل لما هو صالح له بالقوة ، مع تعدد موارده» (٣).
ومنها : ما عن الشيخ البهائي من : «أنه اللفظ الموضوع لاستغراق أجزاء معناه ، أو
__________________
(١) المستصفى من علم الأصول ، ج ٢ ، ص ٤٧ ، ٢٣٧.
(٢) معارج الأصول ، ص ٣٠٩.
(٣) زبدة الأصول ، ص ٣٠٩ ، عن نهاية الوصول.