فصل
لا يخفى : أن الخاص والعام المتخالفين (١) ، يختلف حالهما ناسخا ومخصصا ومنسوخا ، فيكون الخاص : مخصصا تارة ، وناسخا مرّة ، ومنسوخا أخرى ؛ وذلك لأن
______________________________________________________
في دوران الأمر بين النسخ والتخصيص
(١) نحو : «أكرم العلماء» ، و «لا تكرم فساقهم». وتوضيح ما في المتن يتوقف على بيان ما يتصور في المقام من صور واحتمالات.
فيقال : إنه إذا ورد عام وخاص متخالفان حكما ـ كالمثال المذكور ـ فإما أن يعلم تاريخهما أو لا. والأول : إما مقترنان أو لا. والثاني : إما أن يتقدم العام أو الخاص ثم المتأخر منهما إما أن يكون واردا قبل حضور وقت العمل بالآخر أو بعده.
فهذه ست صور :
١ ـ الاقتران : بأن يكون الخاص مقارنا للعام من حيث الصدور ، كما إذا وردا من الإمامين في زمان واحد ؛ بناء على حجية قول الإمام قبل زمان إمامته.
٢ ـ أن يكون الخاص واردا بعد العام قبل حضور وقت العمل به ، كما لو قال المولى في يوم الجمعة : «أكرم العلماء يوم الاثنين» ، ثم قال يوم السبت : «لا تكرم فساقهم».
٣ ـ أن يكون الخاص واردا بعد حضور وقت العمل بالعام بأن يقول المولى يوم الثلاثاء : «لا تكرم فساقهم» في المثال المذكور.
وهذه الصور تتصور على وجهين :
أحدهما : أن يكون العام واردا لبيان الحكم الظاهري ، وتأسيس ضابط للشك ليرجع إليه في موارد الشك.
وثانيهما : أن يكون واردا لبيان الحكم الواقعي.
٤ ـ أن يكون العام واردا بعد الخاص قبل حضور وقت العمل بالخاص ، كما قال المولى يوم الجمعة : «لا تكرم فساق العلماء يوم الاثنين» ، ثم قال يوم السبت : «أكرم العلماء».
٥ ـ أن يكون العام واردا بعد حضور وقت العمل بالخاص ، بأن يقول المولى يوم الثلاثاء : «أكرم العلماء» في المثال السابق.