تجريده عن خصوصيته عند الاستعمال لا يكاد يصدر عن جاهل ، فضلا عن الواضع الحكيم.
ومنها (١) : المفرد المعرف باللام ، والمشهور : أنه (٢) على أقسام : المعرف بلام الجنس ، أو الاستغراق ، أو العهد بأقسامه على نحو الاشتراك بينها لفظا أو معنى ، والظاهر : أن الخصوصية في كل واحد من الأقسام من قبل خصوص اللام ، أو من قبل قرائن المقام ،
______________________________________________________
خصوصيته لا يكاد يصدر عن جاهل ، وهذا إشارة إلى لغوية الوضع.
وكيف كان ؛ فالنتيجة : أن المعنى في اسم الجنس وعلمه واحد ، والفرق بينهما إنما هو في اللفظ إذ يعامل مع اسم الجنس معاملة النكرة ، ومع علم الجنس معاملة المعرفة ، فيجيء منه الحال نحو : «هذا أسامة مقبلا» ، ويمتنع دخول الألف واللام عليه ، فلا يجوز «الأسامة» ، كما لا يجوز «الزيد» ، ويمتنع توصيفه بالنكرة ، فلا يجوز نحو : «مررت بأسامة مقبل» ، كما لا يجوز «مررت بزيد عالم» ، ويبتدأ به نحو : «أسامة أقوى من ثعالة».
المفرد المعرف باللام
(١) يعني : ومن الألفاظ التي يطلق عليها المطلق : المعرف باللام ، مثل : الرجل خير من المرأة مثلا.
(٢) أي : المفرد المعرف باللام على أقسام.
وقبل الخوض في البحث ينبغي بيان ما هو محل النزاع ، وتوضيح ذلك يتوقف على مقدمة وهي : أن المفرد المعرف باللام على أقسام :
الأول : أن يكون المفرد معرّفا بلام الجنس مثل : «الرجل خير من المرأة».
الثاني : أن يكون معرّفا بلام الاستغراق كقوله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(١) فإنه بمنزلة قوله : كل إنسان لفي خسر.
الثالث : أن يكون معرّفا بلام العهد. وهو على أقسام :
١ ـ العهد الذهني : وهو المشار به إلى فرد ما مقيدا بحضوره في الذهن ، نحو قول المولى لعبده : «ادخل السوق» بأن يكون اللام إشارة إلى السوق المعهود الحاضر في ذهن العبد.
٢ ـ العهد الخارجي : وهو المشار به إلى فرد متعين حاضر عند المخاطب خارجا نحو : «افتح الباب».
٣ ـ العهد الذكري : وهو المشار به إلى فرد مذكور سابقا كقوله تعالى : (... كَما
__________________
(١) العصر : ١ ـ ٢.