الاستعمالات المتعارفة المشتملة على حمل المعرّف (١) باللام أو الحمل عليه كان لغوا كما أشرنا إليه (٢) ، فالظاهر (٣) : أن اللام مطلقا (٤) تكون للتزيين كما في الحسن والحسين «عليهماالسلام» ، واستفادة الخصوصيات (٥) إنّما تكون بالقرائن التي لا بد منها لتعيينها (٦) على كل حال ، ولو (٧) قيل بإفادة اللام للإشارة إلى المعنى ، ومع الدلالة عليه (٨) بتلك الخصوصيات لا حاجة إلى تلك الإشارة (٩) ، لو لم تكن (١٠) مخلة ، وقد عرفت إخلالها ، فتأمل جيّدا.
______________________________________________________
(١) أي : بأن يجعل المعرف باللام محمولا مثلا نحو : «زيد الرجل» ، أو موضوعا مثل : «الرجل زيد».
(٢) حيث قال في علم الجنس : «مع أن وضعه لخصوص معنى يحتاج إلى تجريده عن خصوصيته عند الاستعمال».
(٣) هذا إشارة إلى حاصل ما أفاده من عدم إفادة اللام للتعيين ، إذ بعد إنكار كون اللام للتعريف الذهني لا بد أن تكون اللام للتزيين ، كاللام الداخلة على الأعلام كالحسن والحسين ، ونظائرهما من الأعلام الشخصية.
(٤) أي : اللام بجميع أقسامها حتى العهد الذهني ، وفي جميع الموارد يكون للتزيين.
(٥) أي : من العهد الخارجي والحضوري والذكري ، وتعريف الجنس ، والاستغراق ، والعهد الذهني ، فإن هذه الخصوصيات إنما تستفاد من القرائن.
(٦) أي : تعيين الخصوصيات على كل حال حتى على القول بوضع اللام للإشارة.
(٧) لو وصلية ، يعني : للاحتياج إلى القرائن لاستفادة الخصوصيات من العهد وغيره مما ذكر على جميع الأقوال ؛ حتى على القول بإفادة اللام للإشارة إلى المعنى ، غاية الأمر :
أنّه على القول باشتراك اللام لفظيا أو معنويا تكون القرينة معيّنة ، ومع الحاجة إلى القرينة في استفادة الخصوصيات لا حاجة إلى وضع اللام للإشارة إلى المعنى ؛ بل قد عرفت : أن وضعه للإشارة مخلّ بالحمل لاحتياج الحمل إلى التجريد.
(٨) أي : على المعنى مقرونا بتلك الخصوصيات.
(٩) أي : وضع اللام للإشارة إلى المعنى.
(١٠) أي : لو لم تكن الإشارة مخلّة ، وقد عرفت إخلال الإشارة بالحمل ، لتوقف صحة الحمل على التجريد.
فالمتحصل : أن تعيين الخصوصيات إنما تكون بالقرائن ولو قلنا بإفادة اللام للإشارة إلى المعنى ؛ لأن اللام على هذا القول تكون مشتركة بين تلك الخصوصيات من الجنس والاستغراق والعهد بأقسامه ، ومع الاشتراك لا بد من قرائن تتعين بها تلك الخصوصيات ،