الأمر الثالث (١) : أنه لا إشكال في حجية الإجماع المنقول بأدلة حجية الخبر إذا
______________________________________________________
في حجية الإجماع المنقول الكاشف عن رأي المعصوم
(١) المقصود من عقد هذا الأمر الثالث : هو بيان الحجة من أقسام الإجماع المنقول أي : بيان أنه أي قسم من أقسام نقل الإجماع حجة شرعا بأدلة حجية خبر الواحد ، نظرا إلى كونه من أفراده ومصاديقه ، فتشمله أدلة اعتباره ، وإن أي قسم منها لا يكون حجة شرعا ؛ لعدم كونه من أفراده ومصاديقه ، فلا تشمله أدلة اعتباره.
وحاصل ما أفاده المصنف في هذا الأمر الثالث : إن نقل الإجماع باعتبار كل من السبب والمسبب معا ، أو السبب فقط على ستة أقسام :
١ ـ أن ناقل الإجماع ينقل السبب والمسبب جميعا عن حسّ ؛ كما إذا حصل السبب وهو قول من عدا الإمام «عليهالسلام» ، وهكذا المسبب وهو قول الإمام «عليهالسلام» بالسمع من المنقول عنه شخصا فقال : أجمع المسلمون أو المؤمنون أو أهل الحق قاطبة ، أو نحو ذلك مما ظاهره إرادة الإمام «عليهالسلام» معهم. وهذا القسم حجة قطعا نظرا إلى كونه من أفراد خبر الواحد ومن مصاديقه ، فتشمله أدلة اعتباره ؛ إذا لا فرق في الإخبار عن قول الإمام «عليهالسلام» بين أن يكون إخبارا عنه بالمطابقة ـ كما في خبر الواحد ـ أو بالتضمن كما في الإجماع.
وقد أشار إليه بقوله : «إذا كان نقله متضمنا لنقل السبب والمسبب عن حسّ».
٢ ـ ينقل السبب والمسبب جميعا ، ولكن المسبب ـ وهو قول الإمام «عليهالسلام» ـ ليس عن حس ؛ بل بملازمة ثابتة عند الناقل والمنقول إليه جميعا ، كما إذا حصل مثلا أقوال العلماء من الأول إلى الآخر عن حسّ ، وقطع برأي الإمام «عليهالسلام» للملازمة العادية بينهما ، فقال : أجمع المسلمون أو المؤمنون قاطبة أو نحوهما مما ظاهره إرادة الإمام «عليهالسلام» معهم ، وكان المنقول إليه أيضا يرى أن قول الإمام «عليهالسلام» : لازم عادي ؛ لاتفاق الكل من الأول إلى الآخر. وهذا القسم أيضا حجة ، وقد أشار إليه بمفهوم قوله : «وأما إذا كان نقله للمسبب لا عن حس» ؛ بأن كان نقل حاكي الإجماع السب عن حس ، والمسبب لا عن حس ، ومفهومه : أن نقله للمسبب يكون عن حس أيضا ؛ للملازمة بين اتفاق العلماء وبين المسبب عادة ؛ لكن لما لم يكن هذا السبب سببا بنظر المنقول إليه فيكون مسببه مسببا عن حدس ، وفيه إشكال أظهره عدم نهوض أدلة اعتبار خبر الواحد على حجيته.
وكيف كان ؛ فلو لم يكن المسبب عن حس ؛ بل بملازمة ثابتة عند الناقل والمنقول إليه