طائِفَةٌ)(*) الآية ، وربما يستدل بها (١) من وجوه :
أحدها : إن كلمة «لعل» وإن كانت مستعملة على التحقيق في معناه الحقيقي ، وهو الترجي الإيقاعي الإنشائي ، إلّا إن الداعي إليه حيث يستحيل في حقه تعالى أن
______________________________________________________
الوسائط ، فهناك وجوبات متعددة ، فمع تعدد كل من الحكم والموضوع لا يلزم اتحاد الحكم والموضوع ، ولا إيجاد الموضوع بالحكم.
وإن شئت فقل في الجواب عن الإشكال الثاني وهو إيجاد الموضوع بالحكم : بأن خبر الشيخ واسطة في الإثبات بالنسبة إلى خبر المفيد ، يعني : سبب للعلم به ولا واسطة في الثبوت ، أي : علة ثبوته ووجوده في الواقع ؛ إذ خبر المفيد موجود في الواقع قبل الحكم.
٦ ـ رأي المصنف «قدسسره» :
عدم تمامية الاستدلال بمفهوم آية النبأ على حجية خبر الواحد للإشكال عليه. وما ذكره المصنف من وجوه الجواب لا يتجاوز عن الفرض والتقدير.
في آية النفر
(١) أي : يستدل بآية النفر من وجوه.
والاستدلال بهذه الآية الشريفة يتوقف على أمور :
منها : أن يكون المراد من النفر : النفر إلى طلب العلم ، وتعلّم الأحكام الشرعية ؛ لا النفر إلى الجهاد.
ومنها : أن يكون المراد من الإنذار : إنذار كل واحد من النافرين قومه ؛ لا إنذار مجموعهم ـ مجموع القوم ـ حتى يقال : إن إخبار المجموع للمجموع يفيد العلم ، فيخرج عن محل الكلام.
ومنها : أن يكون المراد من الحذر : الحذر العملي لا مجرد الخوف النفساني ، بمعنى : وجوب التحذر والعمل على كل شخص عقيب إنذار كل منذر ، سواء حصل من قوله العلم أم لا ، فيثبت حجية قول المنذر.
ومنها : أن يكون الحذر بالمعنى المذكور واجبا عند إنذار المنذر. وتحقق هذه الأمور غير الأمر الأخير واضح.
أما الأمر الأول : فقد صرح به بعض المفسرين ، حيث قال : إن المراد بالنفر : هو النفر إلى طلب تعلّم الأحكام الشرعية.
__________________
(*) التوبة : ١٢٢.